منذ أربعة أشهر متتالية خرج الشعب كي يعبر عن حق من حقوقه المشروعة والتي كفلها له الدستور، خرج كي يسترجع بعضا من كرامته التي أهينت، وعرضه الذي انتهك، وإنسانيته التي استحقرت، ووطنه وأرضه التي سلبت. نعم لقد خرج هذا الشعب العظيم كي يوقف عملية توريث الوطن، خرج كي يجتث الفساد والمفسدين، خرج كي يعيد كيان هذا الوطن، خرج كي يسترد الحرية المسلوبة منه، خرج كي يعيد هيبة الإنسان اليمني التي شوهها هذا النظام المستبد طيلة فترة حكمة، خرج من اجل تراب هذا الوطن التي دنست بنظام غبي وجاهل. فقد أعلنها صرخة مدوية: "الشعب يريد إسقاط النظام"، فالله ما أحلاها من جملة لقد جذبت انتباه العالم بأسره، لقد أعادت الثقة بالنفوس المكسورة، نعم لقد أعادت هيبة شعوبا سلبت منها كل شيء من أنظمة قمعية وحشية.
فعندما تنبذك الحجر قبل البشر والجماد قبل الحي والأرض قبل الإنسان فليس لك خيار إلا الرحيل. فعندما ينبذك شعبك ترجع إلى تاريخك القاسي والمؤلم وتبدأ تبحث في قواميسك وتقلب بأوراقك عن أي شيء جميل قد يقف ويدافع عنك أو تنال به عاطفة البعض، فتلهث كالكلب العطشان لكنك لا تجد أي شيء جميل أبداً قدمته لهذا البلد ولقاطنيه غير الحروب والفتن ما ظهر منها وما بطن. لن تجد بتاريخك إلا كل شر، فلا شيء يستحق الذكر أبداً.. أتحاول أن تقول بأنك من استخرج البترول ونحن نقول لك أنت وزبانيتك من امتص نفطنا. أتريد أن تقول انك من وحد اليمن ونحن نقول لك بأننا لم نشعر بالوحدة الحقيقي إلا هنا بساحات الحرية والتغيير التي خرجت كي تحاكمك. ماذا ستقول بعد فقد افتضحت كل ألاعيبك واتضحت للجميع حقيقتك أيها الكذاب على أكمل وجه. نعم فعندما ينبذك شعبك والوطن فأنك ستلجأ إلى تكسير كل شيء جميل، ولشدة غبائك فأنت تريد تخزين السلاح والذخيرة بمدارسنا بدلا من تخزينها بالدفتر والقلم. تريد أن تقتلنا برصاصك من منبع علمنا التي قتلتنا بالأمية طيلة فترة حكمك، أيضا تلجأ إلى أشد الأمور حقارة وهي عسكرة بلاطجتك بالمؤسسات الحكومية التي هي ملك للشعب كي يقتلوا المواطن المسكين. أتريد من مؤسسة المياه أن تسقينا دما بدلا من الماء أتريد من المؤسسة الإعلامية أن تقتلنا وتبرأك بصفحاتها الأولى وبكل وقاحة! كذلك لجأت إلى اشد الأمور جنونا تريد كسر شوكة القبيلة التي كانت لك نعم السند والعون فهي من أوصلتك أيها الشاوش المتعجرف إلى الحكم وهي باستطاعتها أن تنزعك نزعا من الحكم. لهوسك وجنونك أيها المعتوه جعلك تلجأ إلى أحقر وأدنس بشر بهذا الوطن كي يصنعوا لك الخطط ولغبائهم يفشلوها بنفس الوقت. ولأميتهم الجاحدة وعقولهم المتعفنة التي سيطرت على بلاد الإيمان والحكمة طوال هذه السنين، بأعمالهم وسطوهم على ممتلكات العباد والبلاد بسببهم توحد الشعب من أقصاه إلى أدناه ضدك، وهم أيضا من سيسرع بل وسيخيط حبل المشنقة حول عنقك. فلتعلم وليعلم كل من حولك بأن لا مجال للكذب والخداع فالجميع أصبح يعرف كل شيء فلا داعي لنشر الخوف فقد أصبحنا أشجع من الشجاعة نفسها. ولا داعي للتحليق والقصف المستمر بطائرات الشعب فنحن نعشق الشهادة والموت أكثر من عشقك أنت للكرسي.
وتأكد بأن لا مكان لكم بيننا أبدا بعد الأرواح الزكية التي أزهقتموها والفوضى التي اقترفتموها. فلا خيار لنا بديلا عن رحيلك حتى وان قدمت مبادرة سماوية لبقائك بيد ملك من ملائكة السماء، لو قدر الله، فهي مرفوضة ما لم تعجل برحيلك من أرضنا الطاهرة. فعندما ينبذك شعبك والوطن فتأكد بأنهما لن يتراجعا حتى يحققا ما خرجا من اجله حتى وان انتهيا معا.