قالت مصادر أمنية إن عشرات السجناء المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة فروا من سجن في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموتجنوب اليمن اليوم الأربعاء. وقال مصدر أمني ل"المصدر أونلاين" إن 62 سجيناً من عناصر القاعدة فروا من السجن المركزي بمدينة المكلا بعد هجوم مسلح قتل فيه جندي وأصيب آخر. وأضاف أن السجناء كانوا يقبعون في "العنبر رقم واحد" بالسجن، وأن عدداً كبيراً منهم اعتقلوا بعد عودتهم من العراق بعد اشتراكهم في القتال مع جماعات متشددة هناك، مشيراً إلى أن معظم السجناء صدر بحقهم أحكام بالسجن. وقال مصدر أمني ل"المصدر أونلاين" إن مسلحين هاجموا السجن واندلعت اشتباكات بينهم وحراسة السجن، بينما اندلعت اشتباكات في الوقت ذاته بين السجناء والحراس من الداخل، لكن مصدراً قال إن عملية الفرار كانت من الداخل.
ونقلت فرانس برس عن مصدر أمني قوله إن الفارين استخدموا نفقا يبلغ طوله حوالى 45 مترا وهاجموا احد الحراس اثناء هروبهم وبدأوا يطلقون النار على عناصر الحراسة قبل ان "يتبادلوا اطلاق نار مع جنود ابراج الحراسة المرابطين على التلال المطلة على السجن".
واثارت عملية الفرار تساؤلات حول تواطؤ مفترض سمح للسجناء بالفرار. واتهم المتحدث باسم منظمات المجتمع المدني في حضرموت ناصر باقزقوز السلطات بمساعدة عناصر القاعدة على الفرار. وقال باقزقوز لفرانس برس ان "السلطة التي تعيش اخر ايامها تريد ادخال محافظة حضرموت في فوضى". واشار باقزقوز الى عملية الفرار "كبيرة" فيما اكد شهود عيان لوكالة فرانس برس انهم شاهدوا عشرات السجناء يفرون من السجن المركزي. واتهم مسؤول عسكري في قيادة المنطقة العسكرية الشرقية، وهي قيادة منشقة عن الرئيس علي عبدالله صالح، قيادة الاجهزة الامنية ب"التباطؤ مع السجناء الفارين بدليل عدم وجود مقاومة وخسائر بشرية" كبيرة. وقال المصدر العسكري، وهو من ابناء حضرموت، ان "عملية الفرار تمت بطريقة سهلة جدا فالسجن لم يتعرض لهجوم وانما خرج عدد من الفارين عبر نفق ثم هاجموا الحراس". واتهم المصدر "السلطة وبقايا نظام صالح" بالتواطؤ في هذه العملية، وقال ان "ما يدفعنا الى هذا الاتهام هو انه تم استبدال مدير السجن السابق عبدالله الصعيدي الاسبوع الماضي بآخر يدعى حسن سليم كون الاول رفض توجيهات حسب علمنا". وخلص الى القول "اخشى من تكرار مشهد زنجبار"، في اشارة الى عاصمة محافظة ابينالجنوبية التي يسيطر عليها مسلحو القاعدة منذ 29 ايار/مايو. من جهته قال مصدر امني لوكالة "فرانس برس" ان السلطات الامنية اطلقت حملة تمشيط وملاحقة للفاريين المتورطين في "اعمال ارهابية وفي محاولة استهداف منشآت امنية وشركات نفطية اجنبية ومحلية". واضاف ان "الامن انتشر بشكل واسع للقبض على هؤلاء الفاريين". وتصاعدت المخاوف من تنامي انتشار تنظيم القاعدة بشكل كبير في الاسابيع الاخيرة من سيطرة مسلحين من التنظيم يطلقون على انفسهم اسم "انصار الشريعة" على زنجبار وكذلك على اجزاء واسعة من مدينة جعار القريبة. كما تخشى مصادر محلية من تمدد انتشار مسلحي التنظيم باتجاه مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، وكل ذلك في ظل ازمة سياسية حادة تعيشها البلاد وغياب الرئيس علي عبدالله صالح للعلاج في السعودية.