شددت قوات الأمن من إجراءاتها في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموتجنوب اليمن، بعد ساعات من فرار عشرات السجناء المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة من السجن المركزي بالمدينة في حادثة ما تزال تفاصيلها مشوبة بالكثير من الغموض. وقالت مصادر أمنية ل"المصدر أونلاين" إن قوات الأمن داهمت مساء اليوم الأربعاء منازل عائلات بعض الفارين واعتقلت عدداً من أقاربهم، كما اعتقلت آخرين يشتبه في ارتباطهم بصلات بجماعات متشددة. ورجحت المصادر الأمنية أن يكون عدد من السجناء قد تمكنوا الخروج من مدينة المكلا. وعززت قوات الأ/ن من انتشارها في المدينة، كما أنشأت نقاط تفتيش داخل المدينة، وشددت إجراءاتها الأمنية في النقاط على مداخل المدينة. وكان مصدر أمني قال في وقت سابق ل"المصدر أونلاين" إن 62 سجيناً من عناصر القاعدة فروا من السجن المركزي بمدينة المكلا بعد هجوم مسلح قتل فيه جندي وأصيب آخر. وأضاف أن السجناء كانوا يقبعون في "العنبر رقم واحد" بالسجن، وأن عدداً كبيراً منهم اعتقلوا بعد عودتهم من العراق بعد اشتراكهم في القتال مع جماعات متشددة هناك، مشيراً إلى أن معظم السجناء صدر بحقهم أحكام بالسجن. وتضاربت الروايات بشأن كيفية هروب السجناء، فبينما قالت مصادر إن مسلحين هاجموا السجن، قالت وزارة الداخلية إن السجناء فروا من نفق تحت الأرض طوله 35 متراً قادهم إلى ينتهي إلى خارج السجن، وهو ما يعيد إلى الأذهان حادثة فرار مشابهة وقعت في 2006 بصنعاء. وأضافت وزارة الداخلية أن قوات الأمن تعقبت الفارين وقتلت ثلاثة منهم بعد مقاومتهم، بينما اعتقلت اثنين آخرين. وأشارت إلى أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق في هذه الحادثة، ووعدت بنشر جميع تفاصيل هذا الموضوع عند استكمال التحقيق. ودعت الداخلية جميع المواطنين إلى الإبلاغ عن أي شخص من هؤلاء الفارين "باعتبار أن فرارهم يعرض امن البلاد لأعمال إرهابية تضر بالمصالح الوطنية العامة والخاصة".
وأثارت عملية الفرار تساؤلات حول تواطؤ مفترض سمح للسجناء بالفرار. واتهم المتحدث باسم منظمات المجتمع المدني في حضرموت ناصر باقزقوز السلطات بمساعدة عناصر القاعدة على الفرار.
واتهم مسؤول عسكري في قيادة المنطقة العسكرية الشرقية، وهي قيادة منشقة عن الرئيس علي عبدالله صالح، قيادة الاجهزة الامنية ب"التباطؤ مع السجناء الفارين بدليل عدم وجود مقاومة وخسائر بشرية" كبيرة. وقال ان "ما يدفعنا الى هذا الاتهام هو انه تم استبدال مدير السجن السابق عبدالله الصعيدي الاسبوع الماضي بآخر يدعى حسن سليم كون الاول رفض توجيهات حسب علمنا".