مع بداية رمضان يتحضر تجار وباعة المواد الاستهلاكية ومدراء الواجبات وأزلامهم وعساكرهم، ويشمّرون عن سواعد الجشع والأطماع. وعلى وجه الخصوص تتحفّز عصابات الغاز منذ نصف شعبان لإخفاء أسطوانات الغاز، بغرض رفع الأسعار بصورة جنونية في شهر رمضان المبارك، مع العلم أنه شهر التكفير عن الذنوب، وليس ارتكاب الآثام وملء الجيوب! كان المفترض في الحكومة أن تلغي تراخيص بيع الغاز للأوباش وضعاف الإيمان، وتستبدلهم بأقوياء الإيمان لكن كيف ستقوم السلطات بذلك وهي التي مكّنت هذه العصابات من إعلان الحرب على الشعب في رمضان، كما مكنت مدراء الواجبات من فرض مبالغ مخالفة للشرع، لتذهب إلى جيوبهم وجيوب أزلامهم، أصحاب الوظائف الرسمية.
إن سلطات دول العالم تسير في وادٍ، وسلطاتنا تسير في وادٍ آخر، غير مكترثة بمعاناة الشعب وقهره وفقره وحالته النفسية، جرّاء الغلاء وانطفاء الكهرباء، وانقطاع المياه، واختفاء الغاز، وانتشار البطالة والرشوات والقتل والفيد وسفك الدماء، مع العلم أن السلطات تتحمل الجزء الأكبر من هذا الذي يجري على هذا الشعب المصلوب حتى في رمضان، بل على العكس تزداد معاناته!