قبل الأذان أو انطلاق المدفع يصوب الكثيرون أعينهم ويشمرون سواعدهم باتجاه أطباق الأرز واللحم، حتى إنهم قد لا يشربون الماء وإن فعلوا فعلى عجل، وذلك حتى يوفروا مساحة في بطونهم لأطباقهم المحببة. ولكن ذلك ليس سلوكا صحيا، إذ قد يؤدي إلى التعب كما قد يقود في رمضان إلى الإمساك. ولعلك قد شعرت -إن كنت من أولئك القوم- بعُسر في بطنك منذ بداية الشهر، وربما أنك أرجعته إلى الصيام وتغير أوقات الطعام، ولكن الإمساك المستمر دليل على أن طريقتك في الطعام ليست صحية. وتكمن المشكلة في أن الكثيرين لا يحصلون عل كمية كافية من الألياف، فهم يهرعون إلى الأطباق التقليدية كالكبسة والبرياني والمكبوس، والتي تتميز بافتقارها للكمية الكافية من الألياف، فهي مكونة من الأرز واللحم، أما الخضار التي قد تضاف إلى بعض هذه الأطباق فتكون قليلة الكمية ومقلية في العادة، مما يعني أنها تضيف المزيد من الدهن والطاقة إلى الطبق. أما بعد الإفطار فيقبل الصائم على الحلويات، والتي تتكون من الدقيق والسكر والقشطة والجبن، وأيضا هنا لن يحصل الآكل على الألياف. وما إن يحل آخر الليل حتى يكون الشخص قد انتفخ من كثرة الطعام ولم يعد في معدته مجال أو متسع لقطعة واحدة من الفاكهة. وعوضا عن نظامك السابق في الأكل والذي من الواضح عدم صوابه، فعليك أن تبدأ إفطارك بالسلطات، فهي تزودك بالألياف التي تحفز الحركة المعوية وعملية الإخراج، وبالتالي تحميك من الإمساك. كما أنها تمتص الماء وتتمدد في المعدة مما يعطيك شعورا بالامتلاء فتشبع بعد تناول كمية قليلة من الطعام.