انسحب مقاتلو المعارضة الليبية يوم الجمعة من محيط بلدة بير الغنم الواقعة الى الجنوب من العاصمة طرابلس بمسافة 80 كيلومترا، وذلك بعد تعرضهم لقصف صاروخي من جانب قوات حكومة العقيد معمر القذافي. وقال مصور لوكالة رويترز كان في المنطقة إن القوات الحكومية اطلقت عدة صوارخ من طراز غراد روسية الصنع على مواقع المعارضة من داخل بير الغنم، وان الصواريخ اصابت مناطق تبعد 30 كيلومترا عن البلدة. وكان تقدم قوات المعارضة الى بير الغنم قبل خمسة ايام قد انعش آمالهم بتحقيق اختراق في الحرب التي مضى على اندلاعها اربعة اشهر، والتي اصبحت اكثر الثورات العربية دموية. وفيما بدا تغيرا في اللهجة قالت عائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي ان ليبيا تجري مباحثات مباشرة وغير مباشرة مع المعارضين الذين يحاولون الاطاحة بوالدها ولكن المعارضة استبعدت اجراء اي اتصالات أخرى مع طرابلس. وقالت عائشة في تصريحات للتلفزيون الفرنسي: "هناك مفاوضات مباشرة وغير مباشرة ويجب ان نوقف اراقة الدم الليبي" . واضافت المحامية البالغة من العمر 35 عاما: "اننا مستعدون للتحالف مع الشيطان وهو المعارضون المسلحون". وتبدو تلك اول مرة يصرح فيها احد من دائرة القذافي القريبة بقبول التفاوض مع المعارضة، حسب ما ذكرت وكالة رويترز التي نقلت تصريحات عائشة القذافي. وهونت عائشة من شأن ما يذهب اليه البعض من ان القذافي قد يرحل، وقالت "هذه الكلمة الرحيل الرحيل الرحيل.... الغريب هو الى اين تريدون أن يرحل.. هذا بلده وارضه وشعبه". وقالت ابنة القذافي ان احد اولادها واحد اشقائها قتلا في غارات القصف التي يشنها حلف شمال الاطلسي، وانتقدت الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي الذي يواجه انتخابات الرئاسة العام القادم.