في حين يبهرنا شباب الصمود في ساحة التغيير بدماثة خلقهم وأعمالهم وثوريتهم التي لا تضاها ومدنيتهم المتقنة والذين أثبتوا من خلال كل هذا، بأنهم رجال ثورة ووطن بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. وفي حين نجدنا-في خارج العاصمة- ضحايا صواعق أفعال تأتي من أقصى الشمال "صعده" مدينة السلام. والمناطق المجاورة لها.. يقشعر لها البدن وتسخط لسماعها الآذان. وبين يدي السيد عبدالملك الحوثي.. كم كنت عظيماً بداية الثورة الشعبية أو قبل بدئها حين أظهرت شجاعتك المعهودة وحيداً وحيداً أمام وجه نظام علي عبدالله صالح وإعلانك أمام الملأ "نحن سندعم الثورة الشعبية إن قامت وسنقدم في سبيلها كل التضحيات".. في وقت لم تنبس أياً من الأحزاب أو القوى القبلية بكلمة ولو حتى بنصف شجاعة من قولك.. ما أعظم قولك. أنا لست هنا بصدد التشكيك في ثوريتك أو صدق ولائك لوطنك لا لست لهذا أبداً.. أنا هنا بصدد قضية كفيلة بهدم كل ماضي لجماعتك وآت بل وكفيل بهدم وزعزعة المحيط القريب والبعيد.. حين جاءني أول خبر مفزع بالأحرى فعل عن جماعة الحوثي-أثناء الثورة- بقيت ذاهلاً بل خائفاً للأمانة وهو"جماعة الحوثي تمنع الغناء في صعده وشوارعها ومن يخالف هذا يتعرض لمصادرة وسيلة غنائه!!". والفعل الآخر الذي جاء من مديرية حبور ظليمة بعمران وهو.." الحوثي يفتتح مدرسته الدينية علناً وبدأ يمارس نشاطه المذهبي فيها وموفراً كافة الكتب اللازمة لذلك ويدير هذه المدرسة السيد "ج.ي.م". أولاً أنا لست معتوهاً لأبتدع من مثل هذه خرافات.. ولست أحمقاً لأصدق أية شائعات مغرضة للجماعة قد يحملها واشي.. قلت ما أنفته وأنا مسؤول عنه بكل ما تحويه هذه الكلمة التزامات. ثانياً: هذين الفعلين فقط اللذين أعرفهما وما أخفي الله أعلم وأعتقد أن ما أخُفي كان أعظم وهو الأرجح. لأن التحركات الحوثية في المنطقة كحجة وعمران ليست بالهينة خصوصاً مع غفلة المجتمع وإنشغاله بالثورة الشعبية المباركة. أتمنى أن احصل على إجابة شافية لسؤالي: جماعة الحوثي بصفتكم من تعملون كل هذا؟!! تمنعون الغناء في صعدة كونه حرام حسب اعتقادكم وتكافحونه بكل الوسائل.. تقومون بنشر إسلامكم في أرجاء اليمن وكأنكم بهذا تخرجون الناس من الظلمات إلى النور.. بصفتكم من؟!.. ولماذا استعباد الناس في صعدة؟!. إني لأحزن أن تحدث عن مثل هكذا أعمال في ظل الثورة الشعبية مهما سنحت الظروف.. فمثل هذا حرام وعيب أسود. أهل اليمن يا سيد عبدالملك مؤمنون من قبل أيام الإمام المهدي في صعده.. لا ينقصهم الإسلام والذي ينقصهم فقط، هو التعليم والمشاريع التنموية.. هم في أمس الحاجة إلى الزاد الأكل وشربة ماء. هذا من جانب ومن جانب آخر.. لا دخل لكم لا أنتم ولا غيركم بنشر العلم أو الدين أو أي معتقد.. فالدولة "النظام" وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والجامعات فقط، من يخول لهم إصدار الكتب التعليمية والدينية والجامعية وفتح المدارس والجامعات والمساجد.. هم من يوفر المعلمون والأكاديميون والأمة. أليس كذلك. فلماذا إذن تستغلون غياب النظام في مثل هكذا أعمال ترونها ترضي الله ورسوله وآل بيته.؟؟؟ أنتم لستم أنبياء ولا غيركم.. أنتم مواطنون تعتنقون أحد المذاهب الإسلامية كغيركم من أبناء هذا الوطن يعتنقون المذاهب الأخرى التي لا تتوافق ومعتقداتكم.. فيتوجب إذن الالتزام بطقوسكم الدينية بينكم وبين أنفسكم ولا يجوز تسيير سحابة غيثكم في الأرض الجدباء-حسب اعتقادكم- وترغمون الناس على الشرب منها.. لا نريد المدارس الدينية أياً كان فكرها ومعتقدها لا نريد تكفير الناس والتنكيل به وشتمهم ووو...إلخ.. لا نريد التطرف ولتذهب أمريكا وإسرائيل إلى الجحيم. وقبل أن أنتقل إلى السطر التالي: أنتم مثلاً تمقتون الزنداني لتطرفه وتأتون بفعل هو أجرم من فعله بكثير. ما تقومون به هو خطر على المجتمع اليمني سواءً مذهبكم أو مذهب غيركم.. ومن يقوم بنشر معتقده لأي سبب كان، سيؤدي إلى تفريق اليمن طائفياً.. ولك الله من اليمني إن تعصب بالطائفية.. لا نريد العودة إلى أيام عثمان وعلي وعائشة و أبوبكر رجاءً.. لا نريد الحكم الإسلامي الفاشل وأقول نعم الفاشل.. نريد الدولة المدنية للمجتمع اليمني المسلم والمسالم والطيب بفطرته.. لا نريد تسييس الدين ولا سياسة متدينة.. يكفي اليمن ويلات الدين.. نريد الإسلام الذي نعرفه لا روافض ولا خوارج.. (...) نريد دين الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم. سيد عبدالملك الحوثي.. إنه وإن استمر تيهكم هذا فالنتائج ستكون وخيمة جداً.. سنعود إلى محاربتنا من أجل معتقدات عبثية لا وجود لها في الإسلام سنية شيعية شافعية حنبلية بلبلية.. ستقسمون اليمن إلى فئات طائفية وحده الله يعلم مدى خطورة عواقبها.. ولنكف عن نكئ الجرح ولنحاول برئه جميعاً.. ومعاً بعيداً عن كل هذا.. سنبني اليمن يداً بيد.