اتهم مسؤول ليبي كبير الخميس حلف شمال الأطلسي (الناتو) "بتكثيف حملة القصف ودعم المرتزقة الأجانب" بهدف تمهيد الطريق أمام تقدم المعارضين الذين يحاولون الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي. وقال نائب وزير الخارجية الليبي خالد كعيم لوكالة الأسوشييتد برس خلال مقابلة صباح الخميس إن حملة القصف في "مرحلتها الأخيرة". لكن المسؤول الليبي أضاف أن حملة الناتو "ستفشل وسيدفع المدنيون الثمن". وأضاف كعيم أن طائرات الناتو استهدفت نقاط تفتيش في جبال نفوسة جنوب غربي طرابلس وذلك قبيل تقدم قوات المعارضة باتجاه قرية الغواليش التي "قالت المعارضة إنها استولت عليها الأربعاء. لكن القوات الحكومية طردتها منها". ومضى المسؤول الليبي قائلا إن مستودعا للوقود في مدينة البريقة شرقي ليبيا دمر لكن الناتو قال إنه استهدف معدات تمد العربات التابعة لكتائب القذافي بالوقود. وتابع كعيم أن الحملة المكثفة "تركز على استهداف البنية التحتية التي يستخدمها المدنيون ونقاط التفتيش التابعة للشرطة وتقديم أسلحة إضافية إلى المقاتلين." ومضى قائلا إن "هدف هذه الهجمات هو مساعدة الثوار على التقدم. لكني أؤكد لكم أنهم سيفشلون مرة ثانية". وقال المسؤول الليبي إن "الحكومة لديها أدلة على أن المرتزقة الكولومبيين الممولين من قبل الدول الغربية وحلفائها من البلدان العربية انضموا إلى المقاتلين" الذين يحاولون التقدم باتجاه العاصمة طرابلس من مدينة مصراتة التي تسيطر عليها قوات المعارضة. وأضاف أن "بعض المرتزقة الكولومبيين قتلوا الأربعاء في اشتباكات بالقرب من مصراتة." ورغم أن كعيم لم يقدم أدلة على هذه المزاعم، فإنه أضاف أن الأدلة "ستقدم إلى الصحفيين في طرابلس."
قرية الغواليش وكان مقاتلو المعارضة الليبية سيطر الأربعاء على قرية الغواليش الواقعة الى جنوب العاصمة طرابلس بعد معركة استمرت ست ساعات مع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وتدفق عشرات من مقاتلي المعارضة على القرية من نقطة تفتيش انسحبت منها القوات الحكومية وأخذوا يطلقون النار في الهواء وهم يكبرون احتفالا بالسيطرة على القرية. وقال مراسل وكالة رويترز ان هناك شواهد على انسحاب سريع من جانب قوات القذافي. فبالاضافة إلى نقطة التفتيش كانت هناك خيام منهارة وبقايا طعام. وكان مئات من مقاتلي المعارضة الليبية بدأوا الاربعاء هجوما حاشدا في الجبال الواقعة جنوب غربي طرابلس للسيطرة على قرية تحكم قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قبضتها عليها ودفع خط الجبهة صوب العاصمة. وافادت انباء بوصول مقاتلي المعارضة الى الجبهة مع بزوغ شمس الاربعاء في عشرات من الشاحنات طراز تويوتا، واغلبهم مزود بأسلحة مضادة للطائرات او قاذفات صواريخ يدوية الصنع ومثبتة على شاحنات. ونقلت بعض الدبابات ايضا على متن شاحنات، وبدأ مقاتلو المعارضة في اطلاق الصواريخ وقذائف المدفعية في الفجر وهم يكبرون. وردت قوات القذافي بزخات متقطعة من نيران صواريخ غراد ارض ارض. وتصاعدت سحب دخان اسود من التلال التي انفجرت فيها القذائف، حسب ما ذكرت وكالة رويترز للانباء. ولم يسيطر مقاتلو المعارضة على مناطق كبيرة من الارض في انحاء اخرى بليبيا رغم مرور خمسة أشهر على بدء الاحتجاجات المناهضة للقذافي، لكنهم حققوا تقدما ثابتا في منطقة الجبل الغربي التي لا تبعد سوى مئات الكيلومترات عن الحدود الليبية التونسية وتشرف على سهل ساحلي يؤدي الى طرابلس. ويهدف المعارضون من هجوم اليوم الى التقدم مسافة عشرة كيلومترات من بلدة القلعة الى قرية القواليش التي تسيطر عليها قوات القذافي.
مصراته وكانت مصادر المعارضة الليبية ذكرت ان 11 شخصا على الأقل قتلوا واصيب 57 الثلاثاء في قصف لكتائب القذافي على مدينة مصراتة شرق العاصمة الليبية. وقالت أنباء إن جميع القتلى من مسلحي المعارضة، بينما تحدثت مصادر أخرى عن وجود مدنيين بين الضحايا. وكانت المعارضة قد أقرت في وقت سابق بمقتل خمسة من مسلحيها عند المدخل الغربي لمدينة مصراتة بنيران قوات القذافي. وكانت التقارير الواردة من جبهات القتال قد أفادت بأن مسلحي المعارضة وصلوا إلى مناطق على بعد خمسين كلم جنوب العاصمة طرابلس، فيما قررت فرنسا وقف القاء اسلحة للمقاتلين بواسطة المظلات. وتقول قوات المعارضة إن القوات الموالية للقذافي تصعد من ضغوطها قرب مصراتة ومنطقتها الجبلية ذات ألأهمية في محاولة لمنع مسلحي المعارضة من التقدم نحو العاصمة طرابلس.