بأول ظهور تلفزيوني للرئيس منذ محاولة اغتياله , وبعد أن راهن الكثيرون بمفارقته الحياة , وأجزم البعض بأنه لن , ولن يعود , مسلسل ربما أشبه ما يكون حرب أعصاب , وفقدان عزيمة . الأمر الملفت للنظر انه ظهر بشكل مُحزن جداً , جعلنا نتناسى كل الأحقاد, وكل الترسبات الماضية, الرئيس لم يكن تلك القائد الذي يريده الشعب , فظهوره بهذه الصورة وهذه النهاية ربما تجعلنا نستعيد خيوط الماضي , وثقب القبلية , التي تتسم بالتسامح , هذا لا يعني طي صفحة الماضي , ونكران الذات بل ربما غفوة لحِين آخر . الأمر الأخر الذي أريد التعليق عليه , هو الاحتفالات والمهرجانات التي أُقيمت مساء أمس الخميس , وملئت أجواء المدن اليمنية , مساء مضرج بالرصاص , ودوي قنابل مُفزعة , ومفرقعات ناريه باهظة الثمن , الاحتفال الأغرب في العالم , بصوت الرصاص , ودوي الانفجارات , هذا ما اعتاد على سماعه الشعب .و كل هذا من خزينة الدولة المنهكة , ومن بقايا مخزون تم نهبه مسبقاً , مشهد أشبه بالغرابة , ومدهش للغاية , أليس في ذلك استفهام ؟؟ , وعودة الكهربا , والبنزين , والغاز بشكل تدريجي , أليس ذلك مؤشر إلى أن الأمور كما هي في السابق , سياسة لم تنتهي , وأسلوب مراوغه حتى في لحظات الموت الحرجة . ما أريد قوله , المبالغ التي نُفقت للاحتفالات كانت كفيلة لحل أزمة مفترضة , وكانت كافية لبناء مشاريع خدمية , أو إصلاح ما تم هدمه والعبث به في ظل الحرب التي قامت مؤخراً . عجلة التطور والتنمية التي ينتظرها الجميع , تنحدر إلى الخلف بسرعة متناهية , الأمر الذي نخشاه هو التدهور وعدم ترك سياسات الزيف والتطبيل , وإهدار المال العام لغير محله . الكثير يقول أن الوضع بات واضحاً , وطعم عناقيد السياسة التي ذقناها على مدى عقود ثلاثة , جنينا ثمارها , بكل المواسم , وحصدنا آهات لم تنتهي بعد . المعارضة في اليمن هي من خدمة السلطة , وعنجهية القبيلة هي من استدرجت الشعب في كنف العبث المشترك , آيات من اللعنات صُبت بجُم على المواطن المسكين الذي لا يفقه شي في السياسات , ولغة الحذف والشتات, آهات لم تزل تقبع وراء كل غافل , نال وابل من العذاب والحرمان , يدفع ضريبة البقاء في أرض الوطن , آهات مستديمة و وذُل وخوف على من يعول . لم تكن المعارضة قادرة على إدارة الأمور , ولم تكن القبيلة هدفها خدمة الشعب , بقدر ما كانت تصفية حسابات شخصية , وأحقاد ماضيه , زرعها النظام بسياسته العمياء . النتائج بقسوتها نحن من تحملها بكل تفاصيلها , والقادم أسوء سنقابل التحدي بالتحدي , عبارات ربما شهقت من فم متهالك , دليل بأن المجهول قادم وعلى المواطن الاستعداد للمواجهة ومقاومة التدهور , وغلا المعيشة , وانعدام السلع الأساسية . ومكونات الحياة الرئيسية , مخزون متبقي من كل المواد لإشعال حرب جديدة , وجرعة فساد كبيرة , إضافة للجُرع السابقة , التي نهشت جسد المواطن فأي تحدي آخر نرتقبه , وهل لنا القدرة على مقاومته , ألا يكفي صراع .. ! المصدر أونلاين