تواصلت مظاهرات الاحتجاج في عدد من المدن السورية في جمعة جديدة من الاحتجاجات اطلقوا عليها تسمية "جمعة احفاد خالد - من اجل وحدتنا الوطنية" على الرغم من الانتشار الامني الواسع الذي شهدته هذه المدن، حسب شهادات ناشطين وشهود عيان سوريين. وحسب التقديرات الأولية لناشطين حقوقيين، فإن ستة أشخاص قتلوا في مناطق مختلفة في سورية. ويقول الناشطون إن اثنين قتلا قرب جامعة آمنة في مدينة حلب شمال سورية . كما سقط قتيلان في بلدة المليحة بريف دمشق، وثان في حي الخالدية في حمص، أما القتيل الخامس فسقط في كفرومة في محافظة ادلب. بيد ان المرصد السوري لحقوق الانسان ارتفع عدد القتلى الى سبعة بعد وفاة متظاهر في محافظة حماة متأثرا بجروح اصيب بها في الخامس من تموز/يوليو الجاري. واوضح رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم الريحاوي ان "متظاهرا قتل طعنا بالسكين امام مسجد امنة في حلب على يد ميليشيات موالية للنظام وقتل اخر في حمص برصاص قوات الامن". وانطلقت المظاهرات بعد صلاة الجمعة في مدن دمشق وريفها وحمص ودرعا في الجنوب وادلب في الشمال ومحافظة دير الزور في الشرق قرب الحدود العراقية. كما شهدت المناطق ذات الغالبية الكردية شمال شرق البلاد مظاهرات حاشدة في محافظة الحسكة، ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان ان قوات الامن استخدمت القوة والهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق الالاف المتظاهرين في مدينة القامشلي، ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين. ونقلت وكالة فرانس برس عن الناشط الحقوقي عبد الكريم الريحاوي قوله ان مئات المتظاهرين خرجوا في مظاهرات في البلدات الكردية "عامودا والدرباسية وراس العين". اطلاق نار وفي حمص وسط سورية افاد سكان لبي بي سي بخروج مظاهرات في احياء بابا عمر ،الغوطة، عشيرة، القصور، ودير بعلبة، على الرغم من العملية الامنية الضخمة المتواصلة في المدينة. واوضحوا ان اكبر هذه المظاهرات كانت قرب جامع سيدي خالد حيث سمع اطلاق نار. وفي ادلب شمال غرب سورية اكد ناشطون لبي بي سي خروج مظاهرة في الساحة الرئيسية في المدينة وحدوث اطلاق نار في بلدة كفر نبل في ريف ادلب ولم يعرف بعد ان كان ثمة ضحايا نتيجة ذلك. كما افاد ناشطون في حلب شمال سورية بقيام قوات الامن باقتحام جامع آمنة واعتقال عدد من المصلين فيه. في دمشق افاد ناشطون لبي بي سي انه تم تفريق مظاهرة خرجت قرب جامع الحسن في الميدان بالقوة، واضافوا ان اعتقالات حدثت في صفوف المتظاهرين. كما اكدوا خروج مظاهرات حاشدة في ريف دمشق في الكسوة ومضايا والحجر الاسود ودوما. انتشار امني كثيف ونقلت وكالة فرانس برس عن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن حديثة عن انتشار امني كثيف في العاصمة السورية وان عناصر من الجيش وقوات الامن السورية انتشرت بشكل كبير في اثنين من احياء دمشق وهما القابون وركن الدين حيث يعيش عدد كبير من الاكراد. واضاف عبد الرحمن ان القوات الامنية والجيش نصبت حواجز تفتيش على المداخل وقيدت حركة الدخول والخروج من الحيين. واوضح ان "حي ركن الدين معزول تماما والحواجز تنتشر على كل مداخله الاساسية والفرعية وتنفذ دوريات امنية يقدر عدد عناصرها بالالاف حملة مداهمات للمنازل". وفي محافظة دير الزور الواقعة شرقا بالقرب من الحدود العراقية افاد ناشطون لبي بي سي بخروج مظاهرات ضخمة في مدن البوكمال والميادين والرقة. وكان منظمون للاحتجاجات اعلنوا على شبكة الانترنت ان دعوتهم لمظاهرات الجمعة جاءت بالدرجة الاساس لدعم مدينة حمص التي تتعرض لحملة امنية عسكرية من قبل السلطات منذ يوم السبت الماضي، ومن هنا اطلقوا عليها تسمية "احفاد خالد" في اشارة الى ابناء مدينة حمص التي تضم ضريح القائد الاسلامي خالد بن الوليد. كما قالوا انهم اضافوا اليها عبارة " من اجل وحدتنا الوطنية"، للتأكيد على عدم وجود صراع طائفي (سني - علوي ) داخل الشارع السوري، متهمين النظام بالترويج له للتشويش على الاهداف السياسية للمظاهرات. وتشهد مدينة حمص ثالث اكبر مدن البلاد عملية أمنية واسعة وحملة مداهمات تهدف قمع الاحتجاجات العارمة التي تشهدها والمطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وكان سكان في المدينة افادوا الخميس بأن إطلاقَ النار والقصف المدفعي تواصل فيها، كما تنتشر الدبابات في الشوارع وتتواصل حملات الاعتقال ومداهمة المنازل. و تفيد الأنباء بارتفاع عدد القتلى في حمص منذ يوم السبت الماضي إلى خمسين شخصاً، وناشدت المستشفياتُ عبر مكبرات الصوت بالمساجد، الناسَ التبرعَ بالدم. في المقابل قالت السلطات السورية إن الجنود السوريين تعرضوا لهجمات بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية من جماعات مسلحة في حمص وان هذه الهجمات أسفرت عن جرح 40 شخصا على الأقل في منطقتين بحمص حسب وكالة انباء سانا السورية الرسمية التي اكدت أن قوات الجيش اقتحمت وأغلقت المنطقتين لمطاردة من وصفتهم ب "الجماعات الإرهابية".
