قال سكان في مدينة حماة وسط سورية لبي بي سي ان اضرابا عاما يشل المدينة تضامنا مع مدينة حمص التي تتعرض لحملة مداهمات عسكرية وامنية. وقال احد السكان ان المحلات والاسواق اغلقت بشكل كامل، كما اغلقت البنوك والمؤسسات المصرفية ابوابها. وكانت حماة قد شهدت الجمعة تظاهرات حاشدة في ساحة العاصي وسط المدينة، حيث اقام المتظاهرون صلاة الجمعة في ظل غياب امني تام. من جانب آخر قال التلفزيون السوري الحكومي ان اجزاء من سكة قطار بالقرب من مدينة حمص "تعرضت للتخريب" من مهاجمين مجهولين، مما ادى الى مقتل سائق القطار واصابة عدد من الركاب بجروح. وقال التلفزيون ان "مجموعات تخريبية استهدفت قطارا متجها من حلب الى دمشق، كان يقل 480 راكبا، الا ان العناية الالهية انقذتهم، واقتصرت الخسائر البشرية على مقتل سائق القطار واصابة عدد من الركاب". ولم يذكر التلفزيون شيئا عن هوية المهاجمين، الذين عمدوا، حسب البيان الحكومي، الى تفكيك اجزاء من السكة الحديدية لحرف القطار عن سكته، ما اسفر عن خروج عربة محرك القطار وعدد من العربات الاخرى عن السكة. الكلية الحربية ويأتي هذا التطور بعد سماع دوي انفجارين داخل مبنى الكلية الحربية في حمص، حسب شهود عيان من سكان المدينة لوكالة رويترز. قال محافظ حمص اللواء غسان عبد العال إن المحافظة ، الواقعة وسط سورية، ما زالت تشهد ما وصفها بأعمال تخريبية متتالية مثل قطع الطرق وإطلاق النار على المسافرين بين المدن السورية". وقال في تصريحات للصحفيين اليوم إن هذه الاحداث تقع في مناطق الرستن وتلبيسة التابعة لمحافظة حمص. وأشار المحافظ إلى أن مدينة حمص وأحياءها تشهد أجواءً متوترة نظراً لتواجد من وصفهم بمسلحين قال إنهم "ينتقلون من حي إلى آخر داخل المدينة". وقال المحافظ إن قوات الجيش والأمن تقوم بمتابعتهم، مشدداً على أن السلطات لن تسمح بتكرار الأحداث التي تتم في حمص حالياً.
ولفت إلى أن حماية المواطنين داخل المدينة هي مسؤولية الحكومة . ولوح بأن الحكومة "سترد بالأسلوب المناسب على المخربين الإرهابيين". وتشهد مدينة حمص منذ السبت الماضي عمليات أمنية وتمشيط تقوم بها القوى العسكرية والأمنية السورية للمداهمة واعتقال من يوصفون بالمطلوبين من جانب الحكومة. وشهدت المدينة مظاهرات احتجاجية حاشدة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. وسقط حسب نشطاء ومنظمات حقوقية أكثر من ثلاثين قتيلاً خلال الأسبوع الأخير في مدينة حمص وريفها. وتفيد تقارير المعارضين والمنظمات الحقوقية السورية بأن حمص تشهد منذ أيام عملية موسعة للقوات السورية لمواجهة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وأمكن سماع صوت إطلاق النار وسيارات الإسعاف تهرع إلى المبنى الواقع في حي الوعد بالبلدة القديمة بحسب ما أفادت رويترز. وقال أحد السكان الذي امتنع عن ذكر اسمه إن "أعمدة الدخان ارتفعت من داخل المبنى، وتم نقل الجرحى إلى المستشفى العسكري. وبدا الأمر وكأنه عملية من نوع ما". ولم يصدر من السلطات السورية حتى الآن أي تعليق على الحادث. يذكر أن المدينة قد شهدت الجمعة خروج مظاهرات في احياء بابا عمر ،الغوطة، عشيرة، القصور، ودير بعلبة، حسبما أفاد بعض سكانها لبي بي سي، وذلك على الرغم من العملية الامنية الضخمة المتواصلة في المدينة. واوضح هؤلاء ان اكبر هذه المظاهرات كانت قرب جامع سيدي خالد حيث سمع اطلاق نار. ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان ان خمسة مدنيين قتلوا خلال الليل في المدينة على بعد 165 كيلومترا شمال العاصمة دمشق عندما انتشرت الدبابات في اطار حملة ضد الاحتجاجات في المدينة المحاصرة. كما قدرت عدد الذين قتلوا في المدينة منذ يوم السبت بخمسة وخمسين شخصا. وقالت مصادر حقوقية سورية إن 11 شخصا على الأقل قتلوا خلال المظاهرات التي خرجت يوم الجمعة في أنحاء مختلفة من البلاد، وإن عدد المتظاهرين في حماة ودير الزور فقط بلغ 1.2 مليون شخص. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان والمنظمة الوطنية لحقوق الانسان ان ستة اخرين قتلوا في وقت بالرصاص في احتجاجات في ضاحية مليحة في دمشق وادلب شمال البلاد. وأفادت مصادر سورية ل(بي بي سي) بأن من بين المناطق التي جرت فيها المظاهرات أيضا ريف دمشق، ومدن حلب وحمص ودير الزور والبوكمال والرقة والسويداء. وقالت المصادر تلك إن اعتقالات جرت في دمشق وحلب.
"استعدادا لرمضان" وقال رامي عبد الرحمن من "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن هناك وجودا عسكريا مكثفا في منطقتي القابون وركن الدين وإن نقاط التفتيش والحواجز مقامة على المداخل والمخارج".
وقال أحد الناشطين لبي بي سي إنه تم قطع الاتصالات والكهرباء عن منطقتي حرستا والدوما. واضاف أنه يبدو أن رجال الأمن قد غيروا من أساليبهم "فهم يقومون باختطاف الناس من الشوارع والمقاهي بدل اعتقال الناشطين من منازلهم".
ويتوقع الناشط أن تشتد الحملة الأمنية قبيل رمضان قائلا "رمضان أوشك وفي رمضان كل يوم سيكون كيوم الجمعة". وأضاف "ونحن نعتقد أن الحكومة تحاول أن توقف عمل الناشطين قبل رمضان".