عبرت دول مجلس التعاون الخليجي اليوم السبت عن "القلق البالغ والأسف الشديد" حيال "الاستخدام المفرط للقوة" في سوريا، داعية إلى "الوقف الفوري لإراقة الدماء" في هذا البلد، فيما حثت واشنطن الرعايا الأمريكيين على مغادرة البلاد بسبب "أعمال العنف الدائرة هناك". وفي التفاصيل، أوضح بيان لمجلس التعاون أن دوله "تتابع بقلق بالغ وأسف شديد تدهور الأوضاع" في سوريا و"تزايد أعمال العنف والاستخدام المفرط للقوة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى".
وأضاف: "إذ تعرب دول المجلس عن أسفها وحزنها لاستمرار نزيف الدم، تؤكد حرصها على أمن واستقرار ووحدة سوريا، وتدعو إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة، وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوق الشعب ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته".
والبيان هو الأول من نوعه للمجلس تجاه الأحداث في سوريا في ظل مطالب أطراف عدة في وسائل الإعلام لاتخاذ موقف مؤيد للاحتجاجات هناك.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه يتم تشجيع الأمريكيين الموجودين في سوريا على المغادرة وضرورة تأجيل السفر إلى هذا البلد.
وحذرت وزارة الخارجية من أنه في ضوء الغموض والتقلب المستمر يتم حث الرعايا الأمريكيين على المغادرة فوراً في الوقت الذي مازالت فيه وسائل النقل متاحة.
وشجّع البلاغ الأمريكيين على الاستمرار في الحد من أي عمليات تنقل غير ضرورية داخل هذا البلد.
ويأتي ذلك في ظل التصعيد الأمني غير المسبوق لقوات الأمن والجيش السوري منذ اليوم الأول من شهر رمضان والبدء في عمليات عسكرية واسعة شملت أغلب المدن السورية، لا سيما مدينة حماة التي حاصرتها ليلة البارحة نحو 250 دبابة تمهيداً لاجتياحها.
وقد بلغت حصيلة أمس الجمعة بحسب حقوقيين 58 قتيلاً خلال اشتباكات في مظاهرات جمعة "الله معنا" في عدد من المدن السورية.
ويتحدى السوريون حملة عسكرية دامية ضد احتجاجهم الذي بدأ في مارس/آذار على هيمنة أسرة الأسد على السلطة في سوريا والتي بدأت قبل نحو 41 عاماً.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتفقوا أمس الجمعة على النظر في مزيد من الخطوات للضغط على الأسد بسبب قمعه الاحتجاجات.