تعرض وزير الخارجية الالماني جيدو فيسترفله للسخرية في أنحاء ألمانيا وحتى داخل حزبه يوم الجمعة لتصريحه بأن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الاممالمتحدة هي السبب الرئيسي الذي أدى لسقوط الزعيم الليبي معمر القذافي. وكان فيسترفله قد أكد في تصريحات هذا الاسبوع أن العقوبات وليس قوات المعارضة والدعم الجوي من حلف شمال الاطلسي هي ما أسقط القذافي. وقوبلت التصريحات بانتقادات في ألمانيا وحتى من البعض داخل الحزب الديمقراطي الحر الذي ينتمي اليه.
وقال فيسترفله "كانت للعقوبات والعزلة الدولية أهمية كبيرة .. هذا ما منع نظام القذافي من الحصول على امدادات جديدة." وكانت ألمانيا أثارت غضب حلفائها في مارس اذار عندما امتنعت عن التصويت على قرار لمجلس الامن الدولي يجيز فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا.
وكان فيسترفله يدافع عن هذا القرار منذ ذلك الحين واتهمه منتقدون هو والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل بالانفصال عن الشركاء في حلف الاطلسي لاسباب سياسية محلية لاسيما الانتخابات المحلية في مارس اذار. وحتى خلال حملة حلف الاطلسي الدائرة منذ شهور في ليبيا عبر الوزير الالماني عن شكوكه بشأن استخدام القوة وهو ما يمكن أن يكون موقفا يحظى بتأييد شعبي واسع بين الالمان المعارضين للحرب بوجه عام.
الا أن ذلك أتى بنتائج عكسية هذه المرة اذ خسر حزبه الانتخابات وتظهر استطلاعات للرأي شعور الكثيرين بالقلق من عزل ألمانيا نفسها بشأن ليبيا.
ووسط تزايد الانتقادات الاعلامية لفيسترفله أيد كريستوف شتيجمان المتحدث باسم ميركل رؤية وزير الخارجية اليوم الجمعة. وقال في مؤتمر صحفي ان ميركل "على اتفاق تام مع تعليقات وزير الخارجية".
وعندما سئل في وقت لاحق عما اذا كانت ميركل تؤيد تحديدا تصريحات فيسترفله بشأن كون العقوبات عاملا حاسما قال شتيجمان "الاشياء الظاهرة من تلقاء نفسها لا تحتاج الى التعبير عنها." وأضاف "لا أساس لكل الحديث عن أن ألمانيا تنكفيء على نفسها أو تنعزل."
ونقلت صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج عن عضو بالبرلمان عن ائتلاف يمين الوسط الحاكم قوله ان تصريحات فيسترفله مصدر "احراج بالغ". وقال روبرشت بولينز رئيس لجنة السياسة الخارجية بالبرلمان وأحد زعماء حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي اليه ميركل انه كان من الحكمة ألا يدلي فيسترفله بتلك التصريحات.