تعز كتاب مفتوح على الآخر ... ثورة ملتهبة في كل شارع ،فمن أي وجهة قصدتها تستقبلك بحنان أم رؤوم، وتودعك بنبل ثائر واعٍ، وهي لم سكنها قلب ثورة وقبلة تحرر ،وكلما ارتفعت وثيرة شهية عائلة الحكم في ارتشاف مزيداً من دماء ابنائها ،تدافع عن حقها في الحياة باستماتة عاشق بدوي، وتدفع فاتورة التضحية دونما عويل أو (شوشرة) على الوطن باسم الثورة ... عجز نظام علي صالح عن تركيعها، وعلى مدار ثلاثة عقود ونيف، لا زالت تعز تحتفظ بالصدارة في شتى المناحي، فمن تحت ركام المدافع والدبابات لقوات الحرس العائلي تقفز كمارد الى واجهة المشهد الثوري اليمني ،و يشق صوت الحرية الهادر من حناجر ملايين الثوار في ارجائها ضجيج المدافع وازيز الطائرات المروحية التي تواظب على ترويع ريف حاسم ومدينة حرة كل صباح .. هذه تعز لا أكثر ... قلب الثورة حين تنهمر في شوارعها بالتصعيد الثوري لحظة سكون أخوات الجرح وشقائق الثورة، ورغم حرب الإبادة التي تتعرض لها حالمة القلب يتميز شباب الثورة فيها بنهج ثوري متوازن و رؤية عميقة للخلاص من المستبد واسرته الفاشية ،لذا تعد مدينة تعز ساحة تحرر بلا اسوار ولا يعيق تدفقها الثوري كوابح ، ومع انقضاء تسعة للخروج الكبير وثمانية اشهر للصمود بميادين وساحات الثورة، و لحظة النصر لم تأتي بعد، تنثر هذه المحافظة بشائر قرب ميلاد الوطن الجديد ... ميلاد يمن سعيد ... ومهما طالت الزمن ستبقى تعز لحناً منفرد في سيمفونية الثورة ...ومن رباها الوارفة بالتسامح، سيأتي نبأ يقين .