تأكيدا للنهج السلمي لثورتنا المباركة، وامتداد للتصعيد الثوري المطالب بإسقاط صالح وعائلته الحاكمة ومحاكمة كافة قادة حروب صالح ضد شعبنا الثائر و كل ضالعُ في مجازرهم ضد شباب الثورة السلمية في مختلف ساحات الحرية وميادين التغيير ،تخرج تعز بكل شموخ مدني من تحت ركام حرب الابادة التي تعرضت لها لأكثر من نصف عام معلنة مرحلة جديدة وغير مسبوقة من مراحل التصعيد الثوري السلمي من خلال مسيرة الحياة الراجلة التي انطلقت من ساحة الحرية فجر الثلاثاء الفائت صوب ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء في رحلة شاقة للخلاص في سبيل البحث عن حياة جديدة في ظل دولة مدنية ديمقراطية يسودها السلام والعدال والمواطنة المتساوية .. ولدت مسيرة الحياة فكرة من رحم الأمل في عز معاناة تعز تحت نار آلة الحرب لقوات صالح التي مُنيَ بهزيمة نفسية بعد فشله بحرف مسار السلمي للثورة وجرها نحو العنف والعنف المضاد انطلاقاً من محافظة يتفق كافة ثوار اليمن بأنها " قلب الثورة"، لهذا سير آلاف من شبابها مسيرة راجلة وسط مخاوف كثيرين من مخاطر أمنية قد تطال مسيرتهم وتبعات قطع مسافة تزيد عن 270 كيلو متر ،لم يأبهون بكل هذا ،واجبروا كل قادر على السير في مسيرتهم التي يتزايد اعداد المشاركين من المدن والقرى التي يمرون بها على امتداد خط السير ،وما يزيد من عظمة هذه المسيرة سباق احرار اليمن للاحتفاء بهذه المسيرة التي نتمنى ان تصل الى غايتها دون تعرضها لأي مكروه بإذن الله .. هذه تعز خالصة بدون شوائب ،قلبنا الهادر بالفعل الثوري الخلاق ،وقبلة اللاعنف التي نصلي نحوها بيقين تعبدي آناء الليل واطراف النهار، وكلما غفت الثورة واصاب المشهد شئياً من الجمود وضخ بقايا النظام سيل من الشائعات لإحباط الثوار في ساحات الاعتصام على امتداد اليمن ،تقفز تعز الى صدارة المشهد بتصعيد نوعي يعجز المتربصين بالثورة من التصدي له ،ولذا كان لابد من تصعيد نوعي يدفع بموج الثورة نحو عاصمة يخشى كثيرين من تجمد العمل الثوري لأكثر من سبب وسبب في لحظة فاصلة من عمر ثورة عظيمة في مواجهة حكم الفرد وطغيان عقليات الحروب والخراب الذي يمثله صالح ونظامه الطغياني الأهوج .. تبرهن تعز ومعها كل اليمن سلامة روحها المتمدنة التي لم تموت بفعل حرب الإبادة التي تتعرض لها مدينة تعز ومديريات شمال صنعاء واحياء شمال العاصمة ،وفي ذروة موسم الصقيع الذي يعم مناطق مختلفة من الجمهورية ،صعد ت مواكب مسيرة الحياة نقيل سمارة بسلام ومرت بمنطقة كتاب وحلت في مدينة يريم ليلتحم معها ابناء دمت ،ولازال رُسل السلام يواصلون مسيرة صعودهم الى ذروة الحلم اليمني وصولاً الى ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء .. وبمسيرة الحياة، يعيد شباب الثورة من مختلف قوى الثورة واطياف العمل السياسي اليمني الى أذهان العالم غير المكترث بحقنا في الحياة، مسيرة الملح _إحدى حملات اللاعنف _ التي قادها الهندي العظيم مهاتما غاندي من "سبارماتى أشرام" إلى "داندي" في 12 مارس عام 1930 م ،احتجاجا على ضريبة الملح البريطانية في "الهند البريطانية" وعلى طول الطريق انضم إلى مسيرة الملح العديد من الهنود، ما أثار حالة من العصيان المدني ضد قوانين الملح البريطانية من قبل الملايين من الهنود حتى إعلان استقلال الهند عن بريطانيا التي غابت شمسها بُعيد استقلال الهند .. ومن هنا تُمثل مسيرة الحياة القادمة من قلب الثورة اليمنية تدشين لمرحلة ثورية جديدة عنوانها الحب والسلام وغايتها حشد كل جهد سلمي فعال لبعث روح الثورة في كل شبر في الوطن دون احباط من نتائج مبادرة الخليج بغية تحقيق اهداف الثورة السلمية كاملة دون انتقاص وبناء اليمن الجديد يسوده دولة القانون و العدل والمساواة في عموم انحاء اليمن على انقاض نظام ديكتاتوري مستبد ودموي ساقط لا محالة .