قال متحدث حكومي يوم الاثنين ان مقاتلي الحكومة الانتقالية الليبية استولوا على المطار وعلى حصن في سبها الواقعة في عمق الصحراء من القوات الموالية لمعمر القذافي. وقال أحمد باني المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي في مؤتمر صحفي في طرابلس ان قوات المجلس استولت على هذه المناطق قبل ساعتين. واضاف ان أعلام الحكومة المؤقتة ترفرف هناك.
ونفى باني اعتقال قوات القذافي فرنسيين وبريطانيين في القتال الدائر حول بلدة بني وليد.
كما نفت فرنسا أن يكون لها مرتزقة في ليبيا بعد اعلان موالين للزعيم الليبي المخلوع انهم ألقوا القبض على 17 اجنبيا بعضهم من بريطانيا وفرنسا.
ولم يتسن التحقق من تصريحات موسى ابراهيم المتحدث باسم القذافي التي قال فيها ان رجال أمن أجانب اعتقلوا في المعركة الدائرة حول بني وليد معقل الموالين للقذافي ولم يتم تقديم دليل على الفور.
وبعد شهر من الاطاحة بالقذافي صدت قواته هجمات متكررة من قوات المجلس الوطني الانتقالي في بلدة بني وليد كما تصدت لمحاولات السيطرة على مدينة سرت مسقط رأس القذافي. وأدت المحاولات الفاشلة للسيطرة على معاقل القذافي الى فرار مقاتلي المجلس بشكل فوضوي.
وواجه المجلس الذي مازال مقره في مدينة بنغازي بشرق البلاد تساؤلات حول قدرته على توحيد بلد منقسم للغاية لاسباب قبلية ومحلية. وفشلت يوم الأحد محاولة وعد بها المجلس منذ وقت طويل لتشكيل حكومة انتقالية موسعة.
وقال موسى ابراهيم المتحدث باسم القذافي لقناة الرأي التي تبث من سوريا ان "القوة الخاصة التي قبضنا عليها 17 مرتزقا أغلبهم فرنسيون واثنان انجليز وقطري واحد وشخص من جنسية دولة آسيوية لم تحدد بعد."
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه وهو في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة للصحفيين "ليس لنا مرتزقة فرنسيون في ليبيا."
وقالت وزارة الخارجية البريطانية انها ليست لديها معلومات بشأن ما اذا كان التقرير صحيحا ولم يتسن الاتصال بوزارة الخارجية القطرية للتعقيب.
وينفي حلف شمال الاطلسي الذي يشن غارات جوية على مواقع لقوات القذافي في ليبيا وجود أي قوات له على الارض في ليبيا لكن دولا غربية أرسلت قوات خاصة في الماضي وذكرت وسائل اعلام أن شركات أمن خاصة ساعدت القوات المناهضة للقذافي في مجالات التدريب والقيادة. كما أرسلت دول خليجية مدربين وأسلحة.
ومن الوقائع المؤكدة التي تشير الى تواجد رجال أمن أجانب في ليبيا خلال الصراع قتل رئيس شركة أمنية فرنسية بالرصاص عند نقطة تفتيش في بنغازي في مايو ايار واحتجزت قوات المعارضة آنذاك جنودا من القوات الخاصة البريطانية ثلاثة أيام في مارس اذار وكانوا يرافقون ضابطا بالمخابرات يحاول إقامة اتصالات.
وتحولت محاولات الحكومة الانتقالية للسيطرة على بلدة بني وليد الواقعة على بعد 150 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس الى كر وفر حيث حاولت قوات المجلس الوطني الانتقالي مرارا دخول البلدة لكن قوات القذافي كانت تتمكن من صدها.
ولم تستطع قوات المجلس يوم الاثنين الوصول الى البوابة الشمالية لمهاجمة البلدة بسبب اطلاق النيران الكثيف من جانب الموالين للقذافي.
وقال مقاتلون تابعون للمجلس الوطني الانتقالي يوم الأحد انهم خططوا كي تقود الدبابات والشاحنات المزودة بمدافع مضادة للطائرات وقاذفات الصواريخ الهجوم لكن المشاة تقدموا أولا دون إصدار أوامر مما ترتب عليه صدهم.
وقال زكريا تهام وهو مقاتل ضمن وحدة مقرها طرابلس "هناك افتقار للتنظيم حتى الان. المشاة يركضون في كل الاتجاهات."
وتحدث الكثير من المقاتلين عن توترات بين الوحدات المشكلة من مواطنين من بني وليد ووحدات من اجزاء اخرى من البلاد.
ورفض بعض المقاتلين علنا اطاعة الاوامر. وفي احدى الوقائع تعرض ضابط من بني وليد للمقاطعة أكثر من مرة من جنود من طرابلس بعد ان أمرهم بالتوقف عن اطلاق النار بشكل عشوائي في الهواء.
في الوقت نفسه هاجمت قوات المجلس الوطني الانتقالي والطائرات التابعة لحلف شمال الاطلسي مدينة سرت مسقط رأس القذافي لكن تم صد هجماتها. وفرت مئات العائلات من المدينة يوم الاثنين فيما احتشدت قوات المجلس مزودة بمنصات اطلاق الصواريخ وقطع المدفعية.
وعبرت منظمات انسانية عن قلقها بشأن التقارير عن الاوضاع في المدينة الساحلية المحاصرة.
وقال ابراهيم رمضان أحد سكان المدينة وهو يقف الى جانب سيارة تقل اسرته بعدما فر في اليوم الخامس من القتال "لا توجد كهرباء ولا اتصالات هاتفية. لا شيء."
ووزعت قوات الحكومة الانتقالية العصائر على المدنيين وفتشت متعلقاتهم بحثا عن أسلحة. وقال سكان ان المنازل دمرت والسيارات حطمت مع انتشار الفوضى في المدينة.
وقال ساكن يدعى ابو بكر خلال خروجه من المدينة "الناس سئمت. هناك انفجارات في كل مكان وانت لا تعرف من اين ستأتي الرصاصة التالية."
وقال "انظر الى هذا" مشيرا الى فتحة ناجمة عن طلق ناري في الزجاج الامامي لسياراته. واضاف "الرصاص يسقط علينا من اعلى. الناس تطلق النار عشوائيا."
وفي بنغازي أخفق رئيس الوزراء المؤقت محمود جبريل في تشكيل مجلس وزراء جديد ولم تحظ اقتراحاته بدعم كامل من كل الاعضاء الحاليين.
وقال جبريل في مؤتمر صحفي يوم الاحد "اتفقنا على عدد من الحقائب. ومازال لدينا مزيد من الحقائب ستناقش." وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات ان دور جبريل نفسه نقطة شائكة.
وثمة خلاف ايضا بشأن ما اذا كان من الصواب تشكيل حكومة انتقالية قبل اعلان "التحرير" وهو ما يقول مسؤولو المجلس انه لن يحدث الا بعد هزيمة جميع الموالين للقذافي.