في سوريا خرجت المسيرات ترفع لافتات فيها كلمتين: درعا .. الجولان .. وتحتهما علامات استفهام ... القصد مفهوم .. فخلال أربعين عاما لم تطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل المحتلة للجولان السوري ، بينما انهمر الرصاص على الاحتجاجات المشروعة بنزق واستخفاف.. هي علامات استفهام مؤلمة، عن السلاح الوطني ، الذي يرزح المواطن بذريعته تحت موازنة أمنية ، تلتهم بنود الصحة والتعليم ، وجوانب حيوية لها علاقة بالعيش الكريم ، ليستيقظ المواطن فجأة على الرصاص الوطني وهو يستهدفه بتصميم بارد . في اليمن.. السلاح الوطني، صار لديه مهمة غير وطنية .. قام صالح بزراعة عقيدة غير وطنية لدى وحدات الجيش.. الولاء الذي يفرضه الدستور للوطن ومصلحة الشعب تم التحايل عليه وتحويره صوب العائلة الحاكمة .. وما حصل من مجزرة في جولة كنتاكي كان تعبيرا عمليا عن هذه العقيدة .. السلاح الذي دفعت قيمته من ضرائب المواطنين يتم إعدامهم به .. في مخالفة دستورية توجب الخيانة العظمى .. صار السلاح الشرعي في يد عصابة غير شرعية .. ولذا تحول السلاح المشروع إلى سلاح قذر يعمل ضد الوطن .. السلاح الذي تتجه فوهته صوب المواطن يكون قد أصيب بحالة جنون في تعريف من هو العدو .. في النظام الشرعي يكون السلاح الفوضوي هو من يقع خارج سيطرة الحكومة .. باعتبار ان السلاح الذي في يد النظام منضبط بالقانون والمصلحة العامة .. لكن المفارقة ان المواطنين من القبائل أثبتوا أنهم أكثر انضباطا من النظام نفسه حيث تركوا سلاحهم وامتنعوا عن رد العدوان . تنص مدونة سلوك «المبادئ الأساسية حول استخدام القوة والأسلحة النارية» الصادرة عن مؤتمر الأممالمتحدة الثامن لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين المنعقد فى العاصمة الكوبية «هافانا» من 27 أغسطس إلى 7 سبتمبر 1990 على أن «استعمال الأسلحة النارية تدبير أقصى وينبغى بذل كل جهد ممكن لتلافى استعمال الأسلحة النارية ولاسيما ضد الأطفال، وبوجه عام لا ينبغى استعمال الأسلحة النارية إلا عندما يبدى الشخص المشتبه فى ارتكابه جرماً مقاومة مسلحة أو تعرض حياة الآخرين للخطر بطريقة أخرى، وتكون التدابير الأقل تطرفاً غير كافية لكبح جماح المشتبه به أو لإلقاء القبض عليه، وفى كل حالة يطلق فيها سلاح نارى ينبغى تقديم تقرير إلى السلطات المختصة دون إبطاء». وفق هذه المقررات تتعامل الأنظمة الشرعية مع شعوبها في تقديس حق الحياة لمواطنيها والحرص عليها في اشد الظروف والمواجهات .. اما عندنا فقد حدد صالح للجيش "الوطني" مهمة محددة بوضوح .. قالها صالح لقناة الجزيرة .. لقد قال صالح .. ان الجيش الذي يملكه لم تعد له مهمة غير العروض في الأعياد أو قمع الشعب لأجل بقائه على الكرسي !!... هكذا .. وها قد أخرج صالح السلاح المخبأ "خصيصا" للشعب ، فما قاله صالح شفاهة ينفذه اليوم بدموية .