قال رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية في اليمن إن «النظام العائلي» لا يزال يرفض القبول بالحل السياسي الذي تتضمنه المبادرة الخليجية والمدعومة دولياً من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن. وأكد محمد باسندوة في كلمة ألقاها مساء اليوم الاثنين بمناسبة الاحتفالات بالذكرى ال49 لثورة 26 سبتمبر على تمسك المجلس الوطني ب«الحل السياسي الذي يلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب العادلة» غير أنه قال بأن على النظام الحاكم أن يدرك بأن التمسك بالحل السياسي «ليس مرده إلى شعورنا بالضعف والخوف وإنما إلى إحساسنا بمسؤوليتنا تجاه الوطن وإلى حرصنا على صون أرواح وحقن دماء المزيد من أبناء شعبنا». وأضاف باسندوة «من المهم بالنسبة لنا في هذه الظروف الصعبة والخطيرة التي تعيشها بلادنا هو أن يتحقق النقل الفوري للسلطة باعتباره المدخل إلى تنفيذ المبادرة الخليجية، ذلك لأن استمرار الوضع على ما هو عليه وبقاء الأمر الواقع أمر ستكون له مخاطر قد تصل حد الزج بالوطن في المجهول». وأشار باسندوة إلى إن رئيس النظام لا يزال يعزو رفضه التوقيع على المبادرة الخليجية إلى عدم وجود الاتفاق سلفاً على آلية مزمنة لتنفيذها، موضحاً بأنه في الوقت نفسه «يرفض (صالح) الموافقة على الآلية المقترحة من قبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر رغم أن نائب الرئيس عبدربه منصور هادي كان قد قبل بها ووافق عليها». واعتبر باسندوة مراوغة صالح في رفض التوقيع على المبادرة الخليجية لا يحمل من تفسير سوى أن «هذه السلطة لن تتخلى عن تشبثها بالاستمرار بالحكم ربما لأنها تراهن على خيار القوة وحده». وفي هذا الصدد، حث باسندوة الثوار على الحفاظ على سلمية الثورة وعدم الانجرار إلى مربع العنف مطلقاً مهما كان الثمن الذي يتعين دفعه، مضيفاً «ذلك انطلاقاً من حرص المجلس الوطني على عدم انزلاق الوطن إلى حرب أهلية والغرق في فوضى عارمة لأن هذا ليس في مصلحة شعبنا على الإطلاق». وقال باسندوه إن المعارضة تشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن تعاطيها الايجابي مع مبادرة الأشقاء في دول الخليج ومع آلية المبعوث الأممي وسفراء الدول الصديقة بمسؤولية وحكمة بدأ يؤتي ثماره بالفعل بدليل ما صدر عن المجلس الوزاري لدول الخليج والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واسبانيا وغيرها من تصريحات وبيانات واضحة تدين أعمال القتل التي ترتكبها القوات الموالية للنظام. لكن باسندوة أكد أيضاً بأن تعاطي المعارضة مع مبادرة الخليج ما كانت لتؤتي ثمارها لولا صمود وتصميم الثوار على تصعيد ثورتهم «ذلك لأن فعلكم الثوري هو الأساس وما العمل السياسي إلا مكمل له».