أكد مسؤولون في الحكومة التركية سقوط العشرات من أفراد الجيش التركي بين قتيل وجريح، في سلسلة هجمات صاروخية استهدفت عدداً من المواقع العسكرية والأمنية في منطقة "تشكوركا"، جنوب شرقي تركيا، في وقت مبكر من صباح الأربعاء. وأكد الرئيس التركي، عبد الله غل، ومسؤول في مكتب الحكومة المحلية إطلاق قذائف صاروخية على عدد من المواقع العسكرية والأمنية، دون أن يعلنا عن حصيلة الضحايا، بينما ذكرت قناة CNN التركية أن الهجمات أسفرت عن سقوط 24 قتيلاً على الأقل. ووجه الرئيس التركي، في كلمة حول الهجمات للتلفزيون الرسمي، اللوم إلى من وصفهم ب"الإرهابيين"، في إشارة إلى متمردين أكراد، ينشطون في المناطق الحدودية بين تركيا والعراق. وقال غل: "إن موقفنا واضح، هؤلاء الذين يعتقدون أن التطورات الديمقراطية في تركيا جاءت كنتيجة للأعمال الإرهابية، يرتكبون خطأً فادحاً"، وأضاف: "إن قرارنا بالتصدي للإرهاب لن نحيد عنه، دون أن نمنحهم أية امتيازات."
وفي أعقاب الهجمات، قرر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب إردوغان، إلغاء زيارته إلى كازاخستان، التي كانت مقررة الأربعاء، وسط أنباء عن عقد اجتماع لكبار القادة العسكريين والأمنيين في أنقرة.
يذكر أن حزب العمال الكردستاني يقاتل الحكومة التركية منذ نهاية العقد الثامن من القرن الماضي، وكانت مطالبه الأساسية تصل إلى حد الدعوة لانفصال الأقاليم التي يقطنها الأكراد، الذين يشكلون نحو 18 في المائة من سكان البلاد. وتزايدت هجمات المسلحين الأكراد ضد أفراد الجيش التركي، وتجاوزت مناطق شمالي العراق لتصل إلى البحر الأسود، كما تبنت العناصر الانفصالية مسؤوليتها عن العديد من الهجمات وقعت بمختلف المدن التركية مؤخراً. وذكر موقع "أخبار العالم" التركي أن هجمات الأربعاء خلفت ثاني أكبر حصيلة ضحايا بين أفراد القوات المسلحة التركية، منذ اندلاع المعارك بين الحزب الكردستاني والجيش التركي عام 1984، مشيراً إلى مقتل 33 جندياً في هجوم للمسلحين الأكراد عام 1993.