مجلة بزنس ويك - بقلم فلافيا كراوس جاكسون - ترجمة مهدي محمد- خاص بالمصدر أونلاين بعد يوم من مقتل معمر القذافي، يقف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ذلك المجلس الذي اقر خطط عمليات حربية في ليبيا، يقف اليوم في مواجهة طاغية آخر متشبث بالسلطة، هو الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. من المتوقع أن يتم التصويت اليوم على مشروع قرار يدعو الرئيس صالح إلى تنفيذ المبادرة الخليجية، والتي تقضي بتخليه عن السلطة و نقل صلاحياته إلى نائبه، مقابل منحه ضمانة عن عدم ملاحقته قضائيا هو وأفراد أسرته و المقربين منه. وقد كان لمقتل الدكتاتور الليبي يوم أمس، أصداء كبيره بين آلاف اليمنيين الذين خرجوا إلى شوارع العاصمة صنعاء مؤكدين على مطالبهم بإنهاء حكم صالح الذي استمر 33 عام. ويقول ماهر الحيدري، احد المحتجين في مقابلة أجريت معه «إن مقتل القذافي قد أعطانا دفعة قوية وأنه وإن استغرقت ثورتنا بعض الوقت، إلا أننا سننتصر وسيكون مصير صالح مثل القذافي». بعد مضي نحو عام من انطلاق الربيع العربي، سقط ثلاثة من الحكام المستبدين. فقد هرب الرئيس التونسي زين العابدين إلى السعودية، واحضر الرئيس المصري حسني مبارك على نقالة إلى داخل قفص المحاكمة، كما قتل القذافي أثناء محاولته الهرب من مدينة سرت، مسقط رأسه. ويبقى نظامان عربيان في مواجهة الإدانة الدولية الواسعة التي يتعرضان لها، اليمن وسوريا. ففي سوريا قام الرئيس بشار الأسد بتنفيذ حملة دموية ضد المحتجين، وقد قدرت منظمة الأممالمتحدة عدد القتلى بأكثر من 3,000 منذ شهر مارس. وفي اليمن، استمرت المظاهرات بشكل شبه يومي، منذ شهر يناير، للمطالبة بإسقاط الرئيس، وهو حليف للولايات المتحدة، والذي يتشبث بالسلطة لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن. وقد عاد صالح إلى اليمن في 23 سبتمبر، بعد أن قضى ثلاثة اشهر في المملكة السعودية، حيث خضع للعلاج عقب محاولة الاغتيال بصواريخ، والتي تعرض لها في العاصمة صنعاء. وقد طالب الرئيس بضمانات إضافية من دول الخليج، الولاياتالمتحدة و الاتحاد الأوروبي، كشرط للموافقة على نقل السلطة. وبينما اتخذت أقوى هيئة في الأممالمتحدة إجراءات سريعة ضد القذافي، إلا أنها لم تستطيع أن تكرر العملية بنفس السرعة. فالدول المعارضة مثل روسيا، ترى أن القرار المتعلق بليبيا، قد تم تسويقه تحت مبرر حماية المدنيين، ولكنه كان ذريعة لتغيير النظام في ليبيا و يجب أن لا يتكرر ذلك. يقول جيف لاورينتي، و هو محلل سياسي يعمل لدى مركز أبحاث سنشري فاونديشن في نيويورك «بالنسبة للكثيرين في مجلس الأمن، ما حدث في ليبيا يعد أمر مزعج. وسوف يضيف مقتل القذافي المزيد من الشكوك والحذر». استطاعت الولاياتالمتحدة، بريطانيا وفرنسا إقناع روسيا والصين بالامتناع عن التصويت عن القرار الذي صدر في شهر مارس، والذي قضى باستخدام كل الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين من قوات القذافي. ومنذ ذلك الحين، وتلك الدول عاجزة عن إقناع روسيا والصين للامتناع عن التصويت على قرار يدين القمع الدموي الذي يتعرض له المحتجين في سوري، والمستمر منذ سبعة اشهر. وقد قوبلت تلك المحاولات بفيتو ثنائي، لم يحدث منذ 2008. ووفقا لما قاله يوم أمس، السيد محمد سالم باسندوه، احد أعضاء وفد المعارضة اليمنية، الذي التقى بوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافيروف، فإن روسيا لن تستخدم حق النقض الفيتو، لمنع أي قرار من الأممالمتحدة بشان اليمن. وقال باسندوه للصحفيين اليوم في موسكو «بإمكاني القول لكم أن روسيا مائة بالمائة لن تستخدم حق الفيتو. اليمن ليست سوريا». ولم يتسن لنا التواصل مع اليكساندر لوكاشيفيك، المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية للتعليق على الأمر. وبالنسبة لليمن، فان قرار مجلس الأمن والذي تم الإعداد له منذ شهر، سيشدد على كل المسئولين عن العنف وانتهاكات حقوق الإنسان سيحاسبوا و يقدموا للعدالة. واعتبرت الناشطة اليمنية أن مشروع القرار يعد ناقصا وطالبت بالمزيد. إنها توكل كرمان، احد النساء الثلاث الحائزات على جائزة نوبل للسلام لهذا العام، والتي سافرت هذا الأسبوع إلى نيويورك والتقت بالسيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة. محاطة بالمئات من المناصرين خارج مقر الأممالمتحدة، وصفت كرمان الرئيس صالح بمجرم الحرب، الذي يجب أن لا تعطى له أي ضمانات، وأن يقدم للعدالة أمام محكمة الجنايات الدولية. وقد عاد المستشار الخاص للامين العام للأمم المتحدة، السيد جمال بن عمر، عاد من زيارة إلى اليمن استغرقت أسبوعين، فشل خلالها في إقناع صالح بالتنحي عن السلطة. وقد صرح للصحفيين بان الوضع قد تدهور على نحو خطير.