أكد شباب في الثورة السلمية وناشطون وأكاديميون على أهمية إشراك مختلف القوى لوضع رؤية لليمن تحقق أهداف الثورة السلمية. وفي ندوة نظمها مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (HRITC) في تعز تحت عنوان «اليمن إلى أين»، المدير التنفيذي للمركز توفيق البذيجي في كلمة له أن الشباب هم «الذين أسسوا لمرحلة جديدة بإرادة التغيير الساعي إلى مجتمع جديد، مؤكدا أن الشباب هم القوة الفاعلة في المجتمع، وأن الثورة السلمية أظهرت دماء جديدة شابة أكدت وجودها ودورها في صناعة القرار». كما تحدثت الناشطة إشراق المقطري عن ثورة 16 يناير، مؤكدة أن هدف هذه الثورة «لا يقتصر على إسقاط رأس النظام، بل إسقاط النظام الاستبدادي بكل أركانه المتورطة بالقتل والفساد، تمهيدا للانتقال إلى دولة مدنية حديثة وديمقراطية». وأوضحت المحامية إشراق المقطري أن ما تتعرض له تعز اليوم «من قتل وتدمير ممنهج هدف إلى إخماد روح الثورة، لكن الثورة لن تتوقف في تعز وفي كل المحافظات حتى تحقق أهدافها». وأضافت «إن تعز دفعت أثمانا باهظة خلال حقب التاريخ في سبيل مشروع المدنية»، كما اعتبرت حرب 94 كانت حربا ضد مشروع المدنية، وأن الحراك الجنوبي انطلق في محاولة لتصويب الوضع، مؤكدة على عدم قدرة الأحزاب على خلق خطاب ثوري وسياسي جديد يتلاءم مع المرحلة، وأن النظام استطاع تعليق الأحزاب بما مثلته من عوائق أمام الشباب. حسب قولها. وتابعت «الثورة جاءت شبابية بإرادة طوعية غير حزبية، وأن النظام حاول ثني الشباب بوسائله الإجرامية طوال فترة الثورة، والشباب قد أدرك ان النظام ليس فردا لكنه ثقافة لابد من إسقاطها واستبدالها بثقافة أخرى هي ثقافة الحرية والتعدد والقبول بالآخر». من جانبه قال عبدالله نعمان نائب نقيب المحاميين اليمنيين «أنه لا يستطيع أحد ادعاء امتلاكه رؤية وطنية شاملة ليمن ديمقراطي موحد»، مشيرا إلى أن مثل هذه الرؤية هي «ملكية جماعية لكافة الشرائح». وأضاف «الثورة هي نتاج لتراكمات منذ الأربعينات، وعلينا الاعتراف بإسهامات من سبقنا من رواد جاءت ا لثورة منطلقة من رؤاهم وامتداد لها، ويجب أن تتضمن اي رؤية مستقبلية طموحات الشباب، وعدم الإلغاء وتستوعب متطلبات الواقع والمطالب المستقبلية، وأن تكون مبنية على قيام دولة مدينة بنظام ديمقراطي تعددي، بدستور يبلور هذه المبادئ ويستوعب كل الضمانات لتحقيق الحريات، وبرامج اقتصادية محددة». وانتقد الحديث عن أن أحزاب اللقاء المشترك تمارس الوصاية على الشباب، قائلا «لستم قاصرين لتمارس احزاب اللقاء المشترك الوصايا عليكم»، مضيفاً «أحزاب اللقاء المشترك إلى الآن تعترف بوجود الشباب وأنها تتحدث من وجهة نظرها السياسية وليس نيابة عن الشباب». فيما أكد الدكتور عبدالله الذيفاني رئيس المجلس الأهلي بمحافظة تعز على أن الدولة المدنية الحديثة «طموح منذ ثورة سبتمبر ركز في حديثه على دور الشباب في الثورة»، متسائلا عن علاقة الأحزاب بالثورة وعن تحزب الشباب من عدمه وعما إذا كان للشباب رؤية لهم رؤية محددة حول مستقبل الثورة.