ما تمر به اليمن من أزمات اقتصادية وأمنية وسياسية خانقة، ناهيك عن الانشقاقات بين ساستها وعقلائها، وعدم مقدرتهم على بلورة مشروع سياسي، يمكن أن يشكل طوق النجاة، لبلد ظل يدار باعتباره (إقطاعية شخصية)، لأسرة ظالمة عاثت فيه خراباً وفساداً على مدى 33 عاماً. لهو اليوم أقرب من ذي قبل إلى الانهيار، كل هذا بسبب أيادي العابثين بأحلام الوطن، ممن يجيدون الفهلوة السياسية، ويرقصون على جراح الوطن الجريح، لأعلى رؤوس ثعابينها كما يتشدقون دائماً. ومما تشيب منه رؤوس الولدان وتعجب منه البهائم! ما تقوم به بعض المخلوقات الغريبة في شمال الوطن، من أحلام سوداوية، تحاول جاهدة فرض سيطرتها على الشريط الشمالي الممتد من صعدة حتى مأرب، مستقلة بذلك أوضاع الوطن المأساوية... إنهم الحوثيين الذين لا يمكن الوثوق بهم، والذين فشلوا في أولى دروس الثورة، فهؤلاء ولدوا وتربوا وعاشوا في حوزرات قمعية، لا تستطيع أن تتنفس إلا برائحة البارود والدماء، ولا تسمع إلا بأزيز المدافع ولعلعة الرصاص...،فحسبنا الله. وما يمر به جنوب الوطن الحبيب، من أزمات أمنية وسياسية،غاية في التعقيد،على رأسها ملف (القضية الجنوبية)، والإختلالات الأمنية التي يعيشها، خصوصاً خاصرة الجنوب (أبين الجريحة.) ومما يؤسف القلب هو بعض الأصوات التي تنادي ب (إنفصال الجنوب)،واللعب على هذه الورقة في هذا الوقت العصيب لهو ضرباً من جنون!،يراد به (غرق سفينة الوطن)،التي نمتطي على سطحها جميعاً... شعارات براقة وعاطفية من أناس عفا عليهم الزمن،ولم نعرف قط خيراً منهم،منذ أن كانوا في عز مجدهم وعنفوانهم،حتى يومنا هذا،وبعد أن لفظهم التاريخ،عادوا ليسدوا إلينا بالنصائح كذباً وزورا... علينا أن لا ننخدع وأن نفكر ملياً بما نمر به ،وأن نلم الشمل،ونضمد الجراح،ولا نزيد من جذوة اشتعال الأزمات،فالوطن لا يحتاج إلى مزيد من التعقيد،والحروب التي تهدينا المآسي والأحزان... حفظ الله يمننا من كل مكروه،وآخى بين أبنائها ...اللهم آمين.