أضيئت سماء العاصمة صنعاء مساء اليوم السبت بالألعاب النارية ابتهاجاً بوصول مسيرة الحياة الراجلة إلى ساحة التغيير. وازدانت البهجة بوجوه الثوّار مع وصول المسيرة إلى الساحة، فيما قام عدد من شباب الثورة برفع لافتات تحيي صمود المسيرة مع كل ما تعرضت له من الاعتداء وما أصابها من التعب والإعياء مع طول المسافة التي قطعتها.
وتعرضت المسيرة لهجوم من قبل قوات من الأمن المركزي عند منطقة دار سلم بالرصاص الحي والقنابل الغازية ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى والمصابين بحالات اختناق بينهم نساء.
وكانت مسيرة الحياة قد وصلت إلى العاصمة اليمنية صنعاء ظهر اليوم السبت إلى العاصمة صنعاء بعد رحلة عبور مشياً على الأقدام انطلقت من مدينة تعز الثلاثاء الماضي.
ووطئت أقدام ثوّار مسيرة الحياة العاصمة صنعاء عبر مرورها بشارع تعز، فيما حاولت قوات الأمن المركزي ومكافحة الشغب عرقلة اجتيازها للشارع وتحويلها إلى شارع خولان ، بعد أن ساورت بعض المشاركين في المسيرة فكرة الاتجاه صوب ميدان السبعين.
وحظيت المسيرة باستقبال بهيج، بالزغاريد والحلويات وبالورود، يقول عمار القدسي أحد المشاركين في المسيرة «لن أنسى هذه اللحظات، إذ لا يوجد أحد على امتداد الشوارع لا يحيينا، النساء والأطفال والرجال».
ورفع القاطنون في الشوارع التي مرت فيها المسيرة الأعلام الوطنية فيها لم تتوقف سواعدهم عن التصفيق، والتعبير عن فرحتهم بوصول المسيرة بسلام.
وقال معتصم عبد السلام وهو أحد المشاركين في المسيرة ل«المصدر أونلاين» بأن المسيرة مرت من أمام معسكر السواد وهي تهتف ارحل، وأخرى تهتف بمحاكمة أحمد علي نجل الرئيس صالح المنتهية صلاحيته.
وأكد معتصم على إصابة المشاركون في المسيرة بالإعياء والتعب، لطول المسافة وعبورهم الطريق مشياً على الأقدام.
وكانت المسيرة قد عبرت بمحطات عديدة، وتوقفت في عدة مناطق لأخذ الراحة والسكون فيما عاناه المشاركون في المسيرة من التعب أثر الطريق الطويل الذي قطعوه.
وتعرضت المسيرة لعدة اعتداءات كان أحدها محاولة عدد من المسلحين الذين تمركزوا في نقطة نقيل يسلح عرقلة درب المسيرة. وقامت قوات الأمن المركزي بالاعتداء على المسيرة عند تقاطع دار سلم ما أدى إلى سقوط 9 شهداء وعشرات الجرحى بالرصاص الحي.
وكان جزء من المشاركين في المسيرة قد بقوا في جولة 45 بشارع تعز في محاولة للعبور من هناك باتجاه السبعين، غير أن قوات من الأمن المركزي اعترضتهم.
وقال الناشط في الثورة علي العماد ل«المصدر أونلاين»إن الذين بقوا في جولة 45 قد تفرقوا بعد إطلاق النار ومسيلات الدموع عليهم، واتجهوا بعد صمودهم لبعض الوقت إلى الساحة، ولم يعد هناك أحد في المكان.
وأكد العماد وهو ممثل جماعة الحوثيين في اللجنة التنظيمية للثورة أن برنامج المسيرة كان التوجه نحو السبعين والبقاء هناك حتى رحيل علي عبد الله صالح، متهماً «بعض الأطراف» بالتأثير على المسيرة بحيث لم تنفذ خطتها هذه، واتجهت بدلاً من ذلك إلى ساحة التغيير في صنعاء.
وأضاف: سيخرج أبناء تعز الذين قاموا بهذه المسيرة ونحن معهم في مسيرات تنظيمية من أجل تحقيق الأهداف التي رفعتها مسيرة الحياة.