تشهد المؤسسات الحكومية والعامة انتفاضات ضد ما سميت الفساد والمفسدين، وتتوالى يوماً إثر آخر الاعتصامات والوقفات احتجاجية المطالبة بإقالة كل المتورطين بقضايا فساد، والبدء في العمل على تحسين الأداء الإداري والمالي في هذه المؤسسات. ولم تتوقف الانتفاضة في حيز محدد، إذ تنوعت هذه المؤسسات من خدمية وتعليمية وصحية وغيرها، وجلها تتركز في مطالب محاسبة المتورطين في قضايا فساد وبدء تشكيل إدارات مهنية ومشهودة بالنزاهة والكفاءة.
فقد اعتصم اليوم الأربعاء موظفو الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بالعاصمة صنعاء للمطالبة بإقالة المدراء، لثبوت تورطهم في قضايا فساد.
وقال الموظفون ان الجهاز لا يقوم بمهمته في الرقابة والمحاسبة، فضلاً عن أموال تم نهبها في الجهاز المركزي لتغطية ما نهبه مسؤولون فاسدون بحسب تعبيرهم.
وفي الهيئة العامة للبريد، نظم الموظفون اعتصاماً أمام بوابة الهيئة للمطالبة بإقالة مدير عام الهيئة عبد اللطيف أبو غانم ونائبه.
وتحدث أحد الموظفين ل«المصدر أونلاين» عن مطالب يرفعونها تتلخص في تشكيل لجنتين يرأسهما وزير الاتصالات أحمد بن دغر الأولى للتحقيق في قضايا الفساد في الهيئة والأخرى لتقييم مدراء العموم لعدم اكتسابهم لأي مؤهلات، إذ يحمل البعض مؤهلات دراسية بسيطة (إعدادية وثانوية).
وأكد على اتساع نطاق الاعتصام واستمرار الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة حتى تحقيق كافة المطالب.
وأضاف أن مدير الهيئة أبو غانم عقد اليوم اجتماعاً مع جميع الموظفين وتذرع بشح الميزانية التي قال إنها لا تحتمل، وتملص من تحمل المسؤولية عن الاختلالات التي شابت الهيئة خلال الأيام الماضية قائلاً إن المسؤولية جماعية.
وصدر بيان عن المعتصمين قال إن قيادات الهيئة ليس مؤهلة، وتم تعيينهم بالمحسوبية والوساطة دون مراعاة النزاهة والكفاءة.
وأكد البيان على تفشي الفساد في هيئة البريد، حيث لم تحقق أي فائض في النشاط، كما تدنت إيرادات الهيئة.
وتحدث البيان عن انتهاكات يتلقاها الموظفون في حقوقهم التي تكفلها لائحات العمل في الهيئة، فالمساعدات العلاجية لا تصرف إلا بالواسطة، وانتقاء المقربين للمدراء للسفريات الخارجية دون مراعاة للأشخاص المعنيين، علاوة على التفاوت في المستحقات بين العاملين في الهيئة والفروع.
وعلى صعيد متصل تظاهر المئات من عمال وموظفي الشركة اليمنية للغاز المسال اليوم الأربعاء بموقعها الخاص بالتصدير بمنطقة بلحاف في محافظة شبوةجنوب شرق اليمن للمطالبة بتحسين أوضاع العاملين المحليين أسوة بالعاملين الأجانب والمطالبة بتشكيل نقابة للعامل في الشركة.
وقال أحد موظفي الشركة الذي فضل عدم الكشف عن إن المئات من عمال وموظفي الشركة تظاهروا اليوم بمقر الشركة من أجل تنفيذ مطالبهم المتكررة، والمتمثلة في تحسين أوضاعهم المعيشية أسوة بالعاملين الأجانب الذين يتقاضون مرتبات مضاعفة، وتشكيل نقابة لعمال وموظفي الشركة كباقي الشركات النفطية العاملة في اليمن.
ولفت المصدر إلى أن المظاهرة منعت زيارة كان من المقرر أن يقوم بها اليوم وزير النفط والمعادن هشام شرف إلى مقر الشركة الخاص بالتصدير، وقال إن عمال الشركة سبق أن تقدموا بطلبات مماثلة سابقا لكن لم يتم الالتفات إليها من قبل إدارة الشركة.
كما تظاهر عشرات الموظفين والعاملين في المؤسسة الاقتصادية صباح الأربعاء مطالبين بحقوقهم وإقالة حافظ معياد، وذكرت مصادر متعددة إنه تم إطلاق نار في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين.
فضلاً عن ذلك تظاهر طلاب مدرسة الصديق الواقعة في منطقة عصر بالعاصمة صنعاء أمام منزل نائب الرئيس عبدربه منصور هادي للمطالبة بإقالة مدير المدرسة.
وتظاهر عشرات من أطباء وممرضي المستشفى الجمهوري الحكومي في صنعاء للمطالبة بإقالة مدير عام المستشفى محمد الشهاري.
كما نظم موظفو وصحفيو وكالة الأنباء اليمنية سبأ اعتصاماً أمام وزارة الإعلام للمطالبة بتغيير إدارة الوكالة ومحاسبة كل من ثبت تورطه بقضايا فساد، وإقالته وتقديمه للمحاكمة. ودعا المعتصمون إلى تشكيل مجلس إدارة جديد من داخل الوكالة بعناصر مهنية وكفؤة ومشهود لها بالنزاهة، وتمثيل لجنة العاملين والصحفيين في الوكالة فيها، وتهيئة وإعادة تأهيل مقر الوكالة للعمل بشكل طبيعي، مؤكدين على استمرارهم في الاحتجاج حتى تحقيق كافة مطالبهم.
وامتدت الاحتجاجات إلى القطاع العسكري والأمني، حيث تظاهر المئات من ضباط وأفراد اللواء 312 ميكا في مديرية صرواح بمحافظة مأرب للمطالبة بإقالة أركان حرب اللواء العميد أحمد الشمج.
أما في إدارة أمن محافظة صنعاء، فقد قتل جندي وأصيب ثلاثة آخرون عندما أطلق مسلحون النار على مئات من ضباط وأفراد الشرطة كانوا يعتصمون للمطالبة بإقالة مدير الأمن العميد محمد صالح طريق.
الصورة لاعتصام موظفي التوجيه المعنوي الاثنين الماضي.