الرسالة الأولى : - هؤلاء المناضلات والمناضلون في اليمن , الذين خرجوا بمسيرة الحياة.. من أجل الحياة .. الحياة بحرية وكرامة , بعد معاناة طويلة , طوال عقود من القهر والكبت والجوع والتخلف والمرض .. ويواجهون اليوم القتل والقمع بأبشع أشكاله وصوره.. يستحقون الحرية والحياة الكريمة , ويستحقون هذه الشمس وهذا المطر .. يستحقون اليمن وحتى آخر حبة تراب .. و الاعتداء على هؤلاء الثوار الأحرار جريمة كبرى لن تسكت عنها السماء , ولن ينجو المعتدين من العقاب الإلهي , وأكثر إجراماً منهم من يختبئ خلف الأحداث .. يراقب الثورة من بعيد , ويستعد لاقتناص الفرصة المناسبة للحصول على مكاسب سياسية وشخصية , على حساب هذه التضحيات العظيمة والمؤلمة التي قدمها الشعب , ويكمل مسيرة مآسي الشعب التي لم تخلصه منها كل ثوراته الماضية..
الرسالة الثانية : - من عجائب هذا الزمان .. ومن الأشياء التي تحدث وتجعلنا نفقد الأمل بالمستقبل .. أن توقع أحزاب المشترك في اليمن على حصانة ل علي عبد الله صالح من المسائلة القانونية , ثم تحشد الناس في جمعة .. سمتها "جمعة المحاكمة".
- ان الحديث عن محاكمة صالح واعوان نظامه في الوقت الراهن غير مجدي ويعد مخدر لاشغال الشعب عن مطالبه التي تعتبر أهم من المحاكمة وأقامتها , و هذا لا يعني عدم تقديم المجرمين الى المحاكمة واعفائهم بل نريد اولا اقامة دولة مدنية وقوية في اليمن ومن ثم تقديم هؤلاء الى المحاكمة عبر هذه الدولة المدنية التي تمتلك ايضا مؤسسة قضائية متخصصة في هذا النوع من المحاكمات , وأمر سخيف و محزن جداً أن ينشغل الثوار بشعارات الانتقام والثأر متناسين الوضع المأساوي الذي يمر به البلد.. متناسين دورهم الإنساني المتمثل في إحقاق الحق , وبناء الوطن.
- لو كان شهداء الثورة بيننا واستطاعوا تسمية الجمعة .. لسموها "جمعة" بناء أسس الدولة الحديثة جمعة التنمية , "جمعة" تعويض الأيتام و أسر الشهداء .. "جمعة" إغاثة الأسر المنكوبة .. "جمعة" بناء المنازل المدمرة .. - أهداف الثورة ليست ليس مجرد محاكمة للنظام البائد , ولن تُختزل الثورة بمجرد الانتقام أو القصاص من القتلة , و الهدف الرئيسي للثورة هو بناء أسس دولة مدنية ديمقراطية حديثة , والخروج من هيمنة الفرد الواحد والأسرة الواحدة والقطب الواحد .. والدولة القوية هي التي تستطيع لاحقاً محاكمة كل من أرتكب جرماً بحق الشعب أياً كان سلطة أو معارضة .. لأن الثورة هي معركة من أجل تحقيق العدل والمساواة , معركة بناء لا هدم.
الرسالة الثالثة : - مع استمرار المطالبة برفع الحصانة وبمحاكمة الأشخاص , والانتقام من الذين سقطوا وبقت أنظمتهم , وبقيت منظومة فسادهم , ورجالهم وكلابهم .. لا أمل بإسقاط أي شيء سيء , يسقط أشخاص ليحل مكانهم آخرين .. نستبدل الطاغية بطاغية آخر , والقاتل بقتلة , والمعارضة جاهزة لعمل التلميع اللازم لرجال المرحلة.
- إذا أردناها محاكمة , فليحاكم كل القتلة وكل تجار الأوطان , كل تجار السياسة , كل تجار الدين , كل تجار الدم , كل تجار الثورات ممن الذين انتموا للثورة , ليغسلوا ماضيهم الأسود المليء بالجرائم , أخطر بكثير من مؤيدي النظام ممن ربط مصيره بمصير نظام فاقد للشرعية , ضد كل سوء تختزنه الثورة. ومن يلعب على الثورة أخطر ممن يلعب ضد الثورة.
الرسالة الرابعة : للأخوة الثوار .. - كم هو الوطن مزهواً بكم .. , وأنتم تصنعون يمناً جديداً , بعزيمة وإصرار.. وحدكم من خرجتم إلى الشارع مضحيين بحياتكم من أجل مستقبل الوطن .. كل الوطن .. لا مصلحة ترجونها من سوى حياة كريمة وعدالة اجتماعية .. وحدكم من صنع الثورة , ويجب أن ترفعوا رؤوسكم عالياً زهواً بإنجازكم.. ويجب أن تستمر هذه الثورة حتى نرى كل أحلامنا واقعاً على الأرض..
الرسالة الخامسة: لجميع القادة والسياسيين .. تذكروا جيداً أن من يقتل أحلام وآمال الشعب , أكثر إجرماً ممن يقتل الثوار ويسفك دمائهم. وكلهم يستحق ما سيناله من عقاب إلهي .. لأن الله لا يرضى بالظلم.
الرسالة السادسة : للسفير الأمريكي بصنعاء .. عليك أن تضع ثورة الشعب اليمني وخياراته جانباً , فهذا أمر مقدّس , يخصّ شعب عظيم لا يمكن التدخل في إرادته , اتفقنا أو اختلفنا.
أخيراً : أنا أصبو فقط لرؤية وطن يحترم الإنسان , ويجعل مصلحة وتنمية الإنسان قبل أي شيء آخر .. أحاول أن أكون مخلصاً لهذه الثورة وهذا الحراك , دون تعصب لحزب أو جهة , وكلما انتقدت الممارسات الخاطئة للنظام البائد أجدني وتلقائياً انتقد سلبيات المعارضة , وهذا التناقض أسعدني .. لأنني وجدت نفسي أمثل الإنسان المعتدل. . وسأكون مبتهجاً وسعيداً إن تفهم الأصدقاء رأيي. هذا وعاش الإنسان حراً كريماً ..