اندلع القتال في حمص يوم الجمعة بعد يوم من قول سكان بالمدينة السورية ان رجال ميليشيا من العلويين قتلوا 14 من أفراد أسرة سنية في واحدة من أبشع الهجمات الطائفية في سوريا منذ بدء انتفاضة على حكم الرئيس السوري بشار الأسد في مارس اذار. ويجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق يوم الجمعة لمناقشة الملف السوري قبل تصويت محتمل الاسبوع المقبل على مسودة قرار غربي عربي جديد يهدف الى وقف اراقة الدماء التي بدأت قبل شهور.
وقالت روسيا التي انضمت الى الصين في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار غربي سابق في أكتوبر تشرين الأول وقدمت مسودة خاصة بها ان النسخة الغربية العربية غير مقبولة.
ونقلت وكالة ايتار تاس عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله ان المسودة لا تضع في الاعتبار "بشكل أساسي موقفنا" وقال انها "تفتقر الى جوانب أساسية بالنسبة لنا."
ويدعو النص الذي حصلت رويترز على نسخة منه الى "انتقال سياسي" وليس فرض الاممالمتحدة عقوبات على الحكومة السورية وهو أمر تعارضه موسكو مورد الأسلحة الرئيسي لدمشق.
وتوجه مراقبون عرب إلى ضاحية دوما في دمشق حيث حاربت قوات حكومية مسلحين قبل يوم مع اقتراب المعارك من العاصمة السورية دمشق.
وقال نشطون في المعارضة ان قوات الأمن السورية قتلت سبعة أشخاص أثناء الليل بينهم أربعة في حمص وهي مدينة ذات أغلبية سنية وأقلية علوية تدور فيها معارك شرسة خلال الانتفاضة على حكم الاسد. وقتل شخصان في ادلب واخر في ضاحية سقبا بدمشق.
وقال نشطاء وسكان ان رجال ميليشيا موالين للأسد قتلوا 14 من أفراد أسرة سنية يوم الخميس في حمص. وأضافوا أن ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسع سنوات كانوا بين 14 من أفراد أسرة بهادر الذين أطلق عليهم الرصاص أو قطعت أشلاؤهم حتى الموت في مبنى بحي كرم الزيتون المختلط في المدينة التي تقع على بعد 140 كيلومترا الى الشمال من العاصمة دمشق.
وأضاف النشطون أن أعمال القتل وقعت بعد سقوط قذائف مورتر على المنطقة مما أسفر عن مقتل 16 شخصا. وقال طبيب يعالج الاصابات التي أحدثها القصف "لدينا أيضا 70 جريحا."
وأظهرت لقطات فيديو على موقع يوتيوب لتبادل ملفات الفيديو التقطها النشطاء ولم يمكن التحقق منها من مصدر مستقل جثث خمسة اطفال مصابين بجروح في الرأس والرقبة في منزل. وعرضت اللقطات ايضا جثث ثلاث نساء ورجل في منزل.
ولم يرد تعقيب من السلطات السورية التي تقيد بشدة دخول وسائل الاعلام المستقلة الى البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان قوات الامن قتلت 43 مدنيا يوم الخميس بينهم 33 في حمص منهم تسعة أطفال.
وبدأت أعمال القتل الطائفي المتبادلة في حمص قبل أربعة أشهر بعد هجمات عسكرية شنتها قوات يقودها ضباط من الأقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد على أحياء سنية في المدينة.
وهيمنت الاقلية العلوية على النظام السياسي والاجهزة الامنية في سوريا التي يعيش فيها 23 مليون نسمة طوال الخمسة عقود الماضية.
ويتوقع أن يوزع المغرب في اجتماع مجلس الامن الدولي يوم الجمعة مسودة قرار جديد يؤيد دعوة جامعة الدول العربية للاسد لنقل سلطاته على ان ترتب حكومة وحدة وطنية مؤقتة بعد ذلك للانتخابات وتجري اصلاحات أمنية. ورفضت سوريا التي تقول انها تقوم باصلاحات سياسية الخطة العربية ووصفتها بأنها تدخل في شؤونها.
واقتربت الانتفاضة التي دخلت شهرها العاشر من دمشق يوم الخميس حيث حاربت قوات سورية معارضين في بلدة شمالي العاصمة وتحدث محافظ عن مفاوضات لوقف اطلاق النار. من خالد يعقوب عويس