قتلت القوات السورية العشرات من المحتجين الجمعة على الرغم من تعهد الرئيس بشار الأسد بوقف الحملة الأمنية على الاحتجاجات الشعبية وخرج الآلاف في أنحاء البلاد مطالبين بحريات سياسية. وقال نشطاء إن 34 شخصا على الأقل بينهم أربعة اطفال قتلوا بالرصاص على أيدي قوات الأسد في محافظة درعا بجنوب البلاد حيث انطلقت الشرارة الاولى للانتفاضة ضد الاسد في مارس اذار الماضي وفي مدينة حمص الواقعة على بعد 165 كيلومترا شمالي دمشق وفي احياء من العاصمة وفي مدينة تدمر الصحراوية القديمة. وقال نشطاء في حمص في ساعة مبكرة من صباح السبت إن القوات الحكومية السورية اطلقت نيران مدافعها الالية الثقيلة في منطقة سكنية رئيسية في مدينة حمص وقال سكان انهم رأوا طائرات هليكوبتر عسكرية تطير فوق المدينة. واضاف النشطاء إن اطلاق النار تركز في حي الخالدية. وقال النشطون ايضا عن قطع خطوط الكهرباء والتليفونات الارضية في المدينة. وقال نشط تم الاتصال به في المدينة إن "الاحتجاجات اتخذت جوا احتفاليا ورفع الرهان درجة ومن ثم فاننا نرى مثل هذا الرد". وهتف محتجون في مدينة حمص بوسط سوريا قائلين "يا بشار باي باي .. بدنا نشوفك في لاهاي". ورفع المحتجون احذيتهم في الهواء. وردد آخرون هتافات تطالب بالانتقام من ماهر الاسد شقيق الرئيس وهو قائد عسكري يتهمه دبلوماسيون وسكان بمهاجمة المدن وشن حملة على المحتجين المطالبين بالديمقراطية. وبتشجيع من الضغط الدولي المتزايد على الأسد قالت المعارضة السورية في المنفى انها ستؤسس مجلسا وطنيا في تركيا غدا الاحد لدعم الانتفاضة والمساعدة في ملء الفراغ السياسي في حال نجحت الاحتجاجات في الاطاحة بالاسد. وفشلت مبادرات مماثلة في الماضي في الخروج بجماعة قوية لتوحيد المعارضة المفتتة جراء 41 عاما من الحكم القاسي لاسرة الاسد. وقال الأسد للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الأسبوع الماضي إن عمليات الجيش والشرطة توقفت لكن نشطاء قالوا إن قواته ما زالت تطلق النار على المحتجين. وينتمي الأسد للاقلية العلوية في سوريا ذات الاغلبية السنية. وأدى القمع إلى دعوات متزامنة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي يوم الخميس للاسد بالتنحي وفرضت واشنطن عقوبات جديدة على سوريا. ووافقت دول الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة على زيادة عدد المسؤولين السوريين والمؤسسات السورية التي تستهدفها عقوبات الاتحاد ووضعت خططا لاحتمال فرض حظر نفطي. وتصدر سوريا اكثر من ثلث انتاجها من النفط الذي يصل إلى 385 ألف برميل يوميا إلى اوروبا. وقال نشطاء ان خمسة اشخاص قتلوا واصيب 15 اخرون في مدينة تدمر الصحراوية الجنوبية عندما فتحت قوات الاسد النار على متظاهرين. وهتف آخرون في محافظة إدلب قائلين "الشعب يريد إعدام الرئيس". وحمل بعضهم لافتات تحمل "علامات النصر." وقال الناشط السوري عبد الله ابا زيد ان 18 شخصا قتلوا في محافظة درعا من بينهم ثمانية في بلدة غباغب وخمسة في الحراك واربعة في انخل وواحد في النوى. وقال ان العشرات اصيبوا. وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن القتلى سقطوا في غباغب بعدما هاجم مسلحون موقعا للشرطة وقتلوا شرطيا ومدنيا وأصابوا اثنين آخرين. وقال إن المسلحين قتلوا شخصا آخر في منطقة حرستا بالقرب من دمشق. وطردت سوريا معظم وسائل الإعلام المستقلة منذ بدء الاضطرابات مما يجعل من الصعب التحقق من التقارير عن أعمال العنف التي تقول الولاياتالمتحدة إنها أسفرت عن سقوط الفي قتيل من المدنيين. وتنحي السلطات باللائمة على إرهابيين ومتطرفين في أعمال العنف وسفك الدماء وتقول إن 500 من جنود الجيش والشرطة قتلوا. وتشير مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت لمظاهرات الجمعة الى أنه على الرغم من انتشارها على نطاق واسع فإنها أصغر مما كانت عليه في ذروتها في يوليو تموز قبل أن يرسل الأسد الدبابات والجنود الى عدة مدن. ولكن يقول النشطاء ان الاحتجاجات انتشرت في المزيد من المدن واصبحت اكثر تواترا رغم الهجمات الكثيفة منذ بداية شهر رمضان. وقال طبيب في الزبداني على بعد 30 كيلومترا شمال شرقي دمشق إن عربات الجيش منتشرة في البلدة والقناصة فوق اسطح المباني لمنع الحشود من الخروج في مسيرات. ويستاء المحتجون من الاغلبية السنية من تحكم بعض العلويين في السلطة والثروة واحتكارهم شبه الكامل لجهاز الأمن. ويرغب المحتجون في رحيل الأسد وتفكيك جهاز الشرطة والتحول الى الديمقراطية. وأمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتجميد أصول الحكومة السورية في الولاياتالمتحدة ومنع الأمريكيين من العمل أو الاستثمار في سوريا وحظر الواردات الأمريكية من النفط السوري. وفي مزيد من الضغوط الدولية على الاسد قال محققون تابعون للامم المتحدة إن قوات الاسد ارتكبت انتهاكات قد تمثل جرائم ضد الانسانية. وتعتزم الاممالمتحدة إرسال فريق إلى سوريا يوم السبت لتقييم الوضع الانساني. وقالت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وحلفاء في اوروبا انهم سيقدمون مشروع قرار إلى مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة يفرض عقوبات على سوريا. وعلى الرغم من التصريحات الدبلوماسية التي أصبحت أعنف لا يوجد تهديد بعمل عسكري غربي مثلما حدث في ليبيا مع الزعيم الليبي معمر القذافي.