دشن المشير عبد ربه منصور هادي الأسبوع الماضي حملته الانتخابية، وقال في كلمته الهامة أمام حضور نوعي من الشخصيات: «إن اليمن قد اجتازت المرحلة الأصعب». ألقى القائم بأعمال الرئيس والمرشح الوحيد للانتخابات الرئاسية كلمة تاريخية بهذه المناسبة متحاشياً فيها ذكر اسم سلفه علي عبدالله صالح، لكنه أشاد بشباب اليمن الثائرين ضده قائلا: «لقد رموا بحجر ضخمة في مياه ظلت راكدة أمداً طويلاً وكانوا بذلك معبرين وتواقين ليمن جديد». بعد أسبوع من الآن سيتوج عبد ربه منصور هادي رسمياً رئيساً للجمهورية دون منازع، وأياً كانت طبيعة هذه الانتخابات، فإن النتيجة بالنسبة لهادي واحدة: الفوز بالرئاسة. يستمد المرشح الرئاسي ثقته ويقينه هذا، ليس فقط من كونه المرشح الوحيد، ولكن إضافة إلى ذلك كونه مسنوداً بالقوى السياسية الرئيسية في اليمن ومدعوماً بقوة المجتمعين الإقليمي والدولي وفي المقدمة، الثنائي المتنافر: أمريكا وروسيا. وإذ تبدو جبهة الداخل اليمني غير موحدة حيث ترفض بعض فصائل الحراك الجنوبي وجماعة الحوثي المشاركة في الانتخابات، داعين إلى مقاطعتها لدرجة هددت فيها بعض قيادات الحراك بالحؤول دون إجرائها بالقوة؛ إلا أن الشواهد الميدانية تؤكد أن التصويت لهادي وبدء العهد الجديد سيكون كبيراً.. فالرجل يتحدر أولاً من محافظة أبين إحدى أهم محافظات الجنوب، التي أمدت دولة الجنوب برئيسين سابقين، وسيكون هادي ثالث رئيس من هذه المحافظة ولكن ليمن موحد (أول رئيس جنوبي لليمن الموحد). وثانياً فإن انتخاب هادي يمثل بوابة الانتقال إلى المستقبل بعناوينه العريضة وببرنامج واضح المعالم ومحدد سلفاً توافقت عليه الأحزاب السياسية ووقعت عليه. وثالثاً إسناده بغطاء إقليمي ودولي اضطلع بدور مركزي تجاه اليمن في هذه المرحلة. القوى التي انسحبت من المجلس الوطني، قبل 4 أشهر، متوهمة إفشاله، هي ذاتها القوى التي تهدد بإعاقة الانتخابات الرئاسية الآن، وتشير الحقائق على الأرض إلى أن ذلك لن ينجح. معلوم أن القضيتين الأهم في برنامج المرشح الرئاسي هما القضية الجنوبية بأبعادها الوطنية والسياسية، تليها قضية صعدة. وفي كلمته أكد هادي في ما يخص القضية الجنوبية، أن المؤتمر الوطني المقرر انعقاده بعد الانتخابات الرئاسية سيكون «باحة حوار فعال مبني على التكافؤ والانفتاح واحترام كل طرف وبحيث لا يستثنى أحد داخل اليمن أو خارجه»، مؤكداً أن هذا المؤتمر سيكون منفتحاً «ولن تكون هناك خطوط حمراء على أي من القضايا وفي مقدمتها القضية والجنوبية ومثلها مشكلة صعدة». لافتاً إلى الحكمة المأثورة «إن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه». اللافت انه وبالإضافة إلى أن هذه الدعوة بدت محل رفض أو قابلها صمت من قيادات جنوبية يفترض أن تكون معنية بها، راح البعض يحرض على مقاطعة التصويت لهادي، بل وبدأ بعض المتطرفين يلوح باستخدام عنف لعرقلة ذلك، غير أن ذلك يبدو خياراً خاسراً. فالدول الراعية للمبادرة وآليتها تبذل جهدها لأقصى مدى لإنجاح هذا الحدث، وهي كثفت في الأيام الأخيرة من تحركاتها وضغطها للوصول إلى هذا التاريخ بدون عوائق. وكان دبلوماسي أوربي كشف ل"المصدر أونلاين عن زيارة قام بها نائب سفير الاتحاد الأوروبي ونائب السفير الألماني إلى صعدة للقاء ممثلين عن جماعة الحوثي. وقال الدبلوماسي إن اللقاء ناقش أهمية مشاركة الجميع في الانتخابات باعتبار أنها ستفتح الطريق للتحول الديمقراطي في اليمن، موضحاً أن الحوثيين قالوا إنهم لن يشاركوا لكنهم لن يعيقوا إجراء الانتخابات في المناطق التي يسيطرون عليها، معتبراً هذا الموقف الحوثي إيجابياً. وأضاف أنهم أكدوا استعدادهم للمشاركة في العملية السياسية. واعتبر الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه أن أي عنف يستخدم من قبل أي طرف لعرقلة الانتخابات التي ستجري في 21 من فبراير الحالي عملاً إرهابياً.
الصورة في افتتاح حملة هادي للإنتخابات الرئاسية صنعاءالثلاثاء 7 فبراير (AP - هاني محمد)