سجلت المرأة اليمنية حضورا لافتا في المشهد اليمني والعربي والعالمي خلال الفترة القليلة الماضية بحضورها النضالي القوي والمتميز منذ اندلاع شرارة الاحتجاجات فى البلاد مطلع فبراير2011. ولم تقف المرأة اليمنية مكتوفة الايدي بل انخرطت إلى جانب الرجل بإصرار وتحدي اثبتت من خلاله مدى وعي وقوة المرأة اليمنية. وتمكنت المرأة اليمنية من خلال نشاطها ومشاركتها وإصرارها، من تحقيق نجاحات عالمية مهمة، تمثل في حصول الناشطة اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام للعام الماضي 2011، كأول امرأة عربية. وكانت توكل احدى الناشطات اللاتي خرجن إلى الساحات والميادين للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح والذي حكم البلاد لأكثر من 33 عاما. ومثلت الفترة القليلة الماضية في اليمن وخاصة عام 2011، عام اكتشاف مهم لدور المرأة اليمنية، حيث كان حافلا بالحضور القوي والمتميز للمرأة اليمنية وهو ما لم يكن معهودا في السابق. ويتزامن يوم الخميس 8 مارس يوم المرأة العالمي، والذي يأتي هذه المرة بخصوصية مرور مائة عام من اعلان هذا اليوم بيوم المرأة العالمي.. كما يتزامن كذلك بخصوصية قوة حضور المرأة اليمنية والتي اسهمت بدورا كبيرا وفاعلا في مسار الربيع اليمني والعربي عموما. وتقول رندا سعيد ( 27 سنة) لدينا اليوم نحن النساء ما يمكن ان نفخر به، حيث نمتلك وعيا كبيرا بحقوقنا خاصة السياسية، مضيفة بقولها "خرجنا في السابق للساحات والميادين العامة إلى جانب الرجل من أجل اسقاط النظام ومن أجل تحقيق مطالبنا واثبات وجودنا". وأوضحت سعيد لوكالة أنباء شينخوا أن الجميع شاهد مدى حضور المرأة اليمنية في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير الماضي، وهو دليل على ان هناك وعيا متزايدا لدينا بحقوقنا وبرغبتنا كذلك في المشاركة الفاعلة في بناء وطننا. وتابعت "تنفسنا الحرية مؤخرا وحققنا بعض طموحاتنا وسنكافح في المستقبل لتحقيق المزيد من المشاركة". وفي السياق ذاته، تقول الناشطة، حفصة عوبل، تعمل في منظمة حقوقية يمنية، إن العام الماضي 2011، اندلعت الاحتجاجات بالبلاد والذى مثل عاما ميلاديا جديدا للسيدة اليمنية.
وأوضحت عوبل "خرجنا لساحات الاعتصامات، وخرجنا في مظاهرات لنعبر عن رغبتنا في اسقاط النظام السابق، ومن اجل تحقيق يمن جديد يسوده العدل والبناء". وتابعت "للمرأة دور كبير فيما تحقق في البلاد والمتمثل في اسقاط النظام السابق، وانتخاب رئيس جديد للبلاد، وكذا تشكيل حكومة وفاق وطني من كل الاطياف السياسية في البلاد".
وأشارت عوبل بقولها "لن ترضخ المرأة اليمنية بعد اليوم لأي معوقات، فهي تمتلك من العزيمة والقوة ما يدفعها للعمل إلى جانب الرجل والمشاركة في بناء الوطن بكل اصرار وطموح". بدورها، قالت رمزية الارياني رئيسة اتحاد نساء اليمن، إن المرأة اليمنية لها حضور واسع في الحياة السياسية اليمنية واستطعن بإصرارهن ان يصلن إلى مراحل متقدمة ومرموقة، بما فيها حصول المرأة اليمنية على جائزة نوبل للسلام للعام الماضي 2011. وأوضحت الارياني، أن الفترة الماضية وبالتحديد العام المنصرم 2011، كان عاما حافلا بحضور المرأة اليمنية على الساحة اليمنية والدولية حيث استأسدت المرأة اليمنية في ساحات الاعتصامات سواء مع النظام او ضده، في ظل توجهاتهن السياسية وكان لهن حضور بارز وكبير. وأكدت الارياني، ان المرأة اليمنية بنضالها وإصرارها تمكنت من انتزاع اكبر جوائز العالم حيث تمثل ذلك في نيل الناشطة والصحفية اليمنية توكل كرمان جائزة نوبل للسلام للعام 2011، كأول امرأة عربية. وتابعت "المرأة اليمنية قوية وصاحبة عزيمة وطموح، وهن متشابكات الايدي وغير مختلفات". وأضافت الارياني، لم نتوقع الاستبسال والشجاعة التي تحلت بها المرأة اليمنية مؤخرا، فالأحداث المتلاحقة في البلاد، عكست اكثر عن حجم الاصرار والطموحات في عقلية المرأة اليمنية. واشارات الارياني أن المرأة اليمنية اثبتت ان لديها وعي وإدراك سياسي كبير، وتجلى ذلك خلال الاحداث الاخيرة التي مرت بها اليمن، قدم المرأة اليمنية في مشهد رائع وبصورة ايجابية وتبعث الفخر والاعزاز. واعتبرت الارياني ان المشاركة السياسية هي جزء يسير من طموحات المرأة لكنه في ذات الوقت عامل مهم لتقدم المرأة وللحصول على حقوقها جراء تلك المشاركة. وقالت رئيسة اتحاد نساء اليمن إن المرحلة القادمة ستشهد حضورا كبيرا للمرأة اليمنية خاصة وان هناك تفهما وتقديرا من قبل القيادة اليمنية لدورها، حيث ستشارك المرأة في الحوار الوطني الشامل والذي سيعقد قريبا في اليمن وستطرح المرأة كل مطالبها بما في ذلك مطالب "كوتا" حصول المرأة على مقاعد في البرلمان، ومطالب سياسية وحقوقية اخرى. من جانبها، اكدت الحكومة اليمنية على الدور الرائع والإسهام الكبير للمرأة اليمنية خلال الفترة الماضية، وعن تطلعاتها بمشاركة المرأة الفاعل في المرحلة القادمة. وقال رئيس حكومة الوفاق الوطني في اليمن محمد سالم باسندوة ان نساء اليمن لهن ادوارا رائعة أسهمن بها خلال المرحلة الماضية وأثبتن من خلالها أنهن على قدر المسؤولية باعتبارهن صاحبات الدور والتأثير والمبادرة، في صياغة حاضر ومستقبل اليمن. وقال باسندوة لدى افتتاحه بصنعاء أعمال المؤتمر الوطني للمرأة، لقد شاهدت المرأة اليمنية، وهي تتحمل العبء الثقيل الذي أفرزته أحداث المرحلة الماضية، مشيرا إلى أن المرأة اليمنية صنعت معجزة الحضور الفاعل والمؤثر، والسير المحفوف بالمخاطر في خضم الأحداث العاصفة، مجسدة بهذا الحضور، وعيا لا نظير له، بقيمة الانتماء إلى الوطن، وبما يقتضيه هذا الانتماء من تضحيات جسيمة، بالنفس والنفيس، لم تتردد نساء اليمن في تقديمها، كما قد اظهرت لنا أحداث المرحلة الماضية.
ودعا باسندوة نساء اليمن أن يظهرن القدر ذاته من المسئولية الوطنية، تجاه استحقاقات الفترة الانتقالية، خاصة وان للمرأة اليمنية، اسهاما متميز في المرحلة الماضية حيث توافدن بكثافة في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير الماضي على مراكز الاقتراع، في الريف والحضر، وحتى في المناطق التي تخللتها أعمال عنف.. مؤكدا أن ذلك الإسهام رسخ قناعتهم في الحكومة، بأن المرأة اليمنية، سوف تواصل العطاء والبذل والإسهام الكبير في المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية، التي هم في أمس الحاجة إلى أن تجسد خلالها شراكة وطنية غير منقوصة، في تقرير استحقاقاتها الكبرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من خلال مؤتمر الحوار الوطني، وبما يضمن انتقال سلس وآمن بالوطن إلى مرحلة أكثر استقراراً وتطوراً وازدهاراً. (حسب وكالة الانباء اليمنية سبأ). بدورها اشادت الاممالمتحدة بدور المرأة اليمنية الفاعل في الحياة اليمنية، مشيرة إلى اهمية اشراك المرأة في المرحلة القادمة في قضايا وطنية بما يناسب دورها. وأوضحت مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، مساعد مدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، المدير الإقليمي لمكتب البرنامج في الشرق الأوسط أمة العليم السوسوة (يمنية الجنسية)، ما تضمنه قرار مجلس الأمن 2014 م بشأن ضرورة المشاركة الفعلية للمرأة في موضوعات الحوار الوطني وبما يناسب دورها في العطاء. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في رسالة قرأتها السوسوة امس على حفل نسائي بصنعاء (حسب وكالة سبأ)، "إن النساء الريفيات اللاتي يناهز عدد صاحبات الملكيات الزراعية والعاملات اللائي لا يملكن أرضا منهن نصف بليون امرأة تمثلن نسبة كبيرة من القوة العاملة الزراعية، ومع ذلك تعاق المرأة الريفية عن تحقيق إمكاناتها".
الصور عن وكالة الأنباء الفرنسية (تصوير: محمد حويس).