طالب نائب رئيس مجلس النواب محمد علي الشدادي من أعضاء البرلمان الوقوف بمسؤولية و«إنسانية تجاه مواطني أبين النازحين الذين دمرت الطائرات بيوتهم وشردتهم الحرب». وهدد الشدادي، وهو الممثل البرلماني عن مدينة زنجبار، باتخاذ موقف قد لا يعجب النواب، في حال بقيت الأمور تسير على «هذا النحو في أبين، ولم يتصرف البرلمان بمسؤولية». وأضاف :«إذا لم تتخذوا موقف مسئول تجاه أبين فسنلتحق بخيام النازحين من المواطنين المساكين الذين فقدوا الأمن والمأوى وصاروا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء».
وسخر رئيس كتلة المؤتمر الشعبي العام الشيخ سلطان البركاني من مداخلة الشدادي، قائلا :«كنت أتمنى من الزميل الشدادي أن يطرح مشكلة أبين من زمن ويتابع ما يحصل لمواطنيه الذين انتخبوه أولاً بأول وليس أن يختفي بين القاهرة ولندن كل هذه المدة الطويلة ثم يعود ليطرح هذا الطرح ويتباكى».
وكان الشدادي اتهم في مداخلته الحزينة عن الوضع في أبين «أباد خفية تتلاعب بأرواح الناس، الذين يذهبون ضحايا لهذه الصراعات». وفي تعقيبه على سلطان البركاني، قال الشدادي :«كنت أتمنى أن الأخ سلطان أن يكون سأل عن صحة زميل له كان في مهمة علاجية في المانيا وليس التحدث بهذه الطريقة وكيل الاتهامات للآخرين، لكن هذه طبيعته».
وشهدت جلسة البرلمان اليوم، نقاشا مفتوحا ومشتتا لما يحصل في أبين، حيث تحدث عدد من النواب عن هذه المشكلة ولم يخرج المجلس بأية قرارات .
وانتقد النائب منصور الزنداني بشدة ما اسمها «انتهاكات السيادة للأرض اليمنية».
وطالب باستدعاء رئيس الجمهورية للمثول أمام البرلمان، لكن هذا الطلب قوبل باستهجان ساخر معظم الحاضرين، حيث وهذا الطلب لا يستند إلى أية نصوص دستورية أو قانونية تعطي مجلس النواب الحق في استدعاء رئيس الجمهورية، وقد رد عليه رئيس المجلس قائلا :« رئيس الجمهورية يملك الحق في عزلك أنت وعزل البرلمان مش العكس». كما رد عليه الشيخ محمد ناجي الشايف بنفس الطريقة متأسفا :« يؤسفني أن اسمع صدور هذا الكلام من دكتور وأستاذ جامعي يدرس أبناءنا في الجامعات ويطلق هذا الكلام بكل بساطة».
أما عبده بشر، فطالب حضور سفيرا الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية إلى البرلمان لمساءلتهم لكونهم كما قال «يحكمون اليمن ويسرحون ويمرحون كما يشاؤون ». مضيفا :«هم الحكام الفعلين لليمن اليوم».
وانتقد الشيخ علي عبدربه القاضي رئيس كتلة المستقلين، القوى السياسية المتوافقة (مؤتمر ومشترك) محملا إياهم مسؤولية تفاقم الأزمات والمشكلات، وقال مخاطبا إياهم :«أنتم داء هذا البلد وأنتم دواؤه». مضيفا : « يا جماعة أرجوكم كفوا عن أساليب المناكفات الكيد، البلد باتروح».
ووافق رئيس مجلس النواب يحي الراعي ما ذهب إليه الشيخ علي عبدربه القاضي، وقال الراعي :«صحيح كلام صدق وأنا أوافقك المؤتمر والمشترك فهموا أن الوفاق بس تقاسم حقائب وزارية ومقاعد في الحكومة ومفلتين للبلاد».
وقال الراعي :« كيف تشتوا جيش وطني وتشتوا القائد يتصرف والجنود قدهم يتظاهروا في الستين كل يوم، من وين باتجي المعنويات والجنود يتظاهروا ضد قائدهم».
وعقدت هذه الجلسة بعد انقطاع استمر قرابة شهر، ورغم أن أشياء كثيرة مطروحة على جدول أعمال المجلس إلا أن النقاش العمومي طغى على كل شيء، حيث ولم يتطرق احد لموضوع انتخاب هيئة الرئاسة للبرلمان التي من المقرر أن تشهد أسبوعا عاصفا هذا الأسبوع، كما ولم يخوض البرلمان في نقاش الموازنة العامة للدولة الذي لم تقر حتى الآن، ولا حتى الموازنة المالية للبرلمان نفسه.
والمتوقع أن تأتي الحكومة غدا بمشروع الموازنة العامة لهذا العام، طالبة من المجلس أن يقرها.