قالت مصادر صحفية إن قيادات معتدلة في حزب المؤتمر الشعبي العام تتجه إلى فرض عزلة سياسية على الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يرأس الحزب حالياً، خاصة بعد أن طفت على السطح خلافات بينه والرئيس الحالي عبدربه منصور هادي. وقالت صحيفة البيان الإماراتية إن دعاة الإصلاح في حزب المؤتمر والتي من أبرزهم عبدالكريم الإرياني يتجهون نحو تجديد حزبهم واختيار الرئيس هادي رئيساً له وتحويل صالح إلى عضو شرفي. وأضافت نقلاً عن مصادرها أن هذا التوجه يحظى بدعم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، وسط توقعات بخروج هذا الفريق من الحزب في آخر المطاف وتشكيل حزب مستقل. يأتي هذا بعد أنباء عن تهديد الرئيس هادي تشكيل حكومة جديدة بعيداً عن تدخلات صالح، إثر طلب الأخير من وزراء حزبه في الحكومة عدم المشاركة في الاجتماع الأسبوعي يوم الثلاثاء، وهو ما شكل أزمة تهدد بإفشال الخطة الدولية لنقل السلطة. وقالت صحيفة البيان في عددها الصادر اليوم الخميس إن اجتماعات تمت خلال الأيام القليلة الماضية بين «أركان حكم الرئيس هادي»، عززت اتجاه المجموعة التي دعمت الإصلاحات والمخرج السياسي للأزمة التي تشكلت على خلفية المطالب الشعبية بسقوط نظام حكم الرئيس السابق، إذ تتجه هذه المجموعة نحو فرض عزلة سياسية على صالح، والسيطرة على حزب المؤتمر الشعبي الذي يريد أن يستخدمه لاستمرار تدخله في إدارة شؤون الدولة. وأضافت أنه مع خروج الخلافات بين الرئيسين السابق والحالي إلى العلن بفعل، استمرار الأول في عمل الحكومة وشؤون إدارة الدولة وتحريضه على حكومة الوفاق الوطني، ازدادت قناعة الأطراف الراعية للتسوية السياسية أن بقاء صالح في اليمن سيؤدي إلى انهيار العملية السياسية، حيث لا يزال أبناؤه وأقاربه يسيطرون على وحدات مهمة في الجيش والأمن والمخابرات، يمكن من خلالهم أن يقود حرباً في مواجهة القوات الموالية للرئيس هادي وأنصار المعارضة من رجال القبائل. وكشفت الصحيفة عن لقاء قيادات حزب المؤتمر الشعبي مساء الثلاثاء، وانها أفصحت عن توجه كبير لدى قيادات هذا الحزب، بقيادة عبدالكريم الأرياني والأمين المساعد للحزب أحمد عبيد بن دغر، لاختيار هادي رئيساً للحزب وتحويل صالح إلى عضو شرفي. وكانت صحيفة «أخبار اليوم» اليمنية قالت أمس الأربعاء نقلاً عن قيادات في المؤتمر قولها إن «الأيام القليلة القادمة ستشهد تحولات مهمة في هيكلة المؤتمر الشعبي العام وسياساته، وكذلك قياداته وفق ما تقتضيه مصلحة المؤتمر الشعبي العام وما تفرضه المعطيات الجديدة والتي تمكن الشعبي العام من أن يبقى لاعباً ومحوراً أساسياً في العملية السياسية ورسم الخارطة السياسية لليمن الجديد».
وكشفت المصادر القيادية «عن تشكيل تكتلات واسعة وكبيرة في أوساط المؤتمر تعمل على إحداث ذلك التغيير وأن تلك التكتلات تضم قيادات تاريخية ووطنية ومؤسسة للمؤتمر الشعبي العام، كما تضم أيضاً أعضاءً في اللجنة العامة بالأمانة العامة وأعضاء في مجلسي النواب والشورى، إضافة إلى شخصيات قيادية عاملة على رأس هرم المؤتمر الشعبي العام وأن حالة إجماع تسود هذه التكتلات لإحداث تغييرات إستراتيجية وهامة وتاريخية في مسيرة الشعبي العام، وبالتوافق مع متغيرات الواقع ما بعد ثورة الشباب، وانتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية، وتنحي صالح عن السلطة وأن تلك الأحداث – حسب تعبير تلك القيادات المؤتمرية- تدفع نحو منح الرئيس الحالي رئاسة المؤتمر الشعبي العام وصالح الرئاسة الفخرية»،
وبحسب الصحيفة، فقد اعتبرت المصادر تلك التحولات «استحقاقاً طبيعياً يفرضه الواقع إن أراد المؤتمر الشعبي العام المحافظة على بقاء عبدربه منصور هادي منتمياً للشعبي العام». وأضافت المصادر أن «جميع التكتلات الوطنية باتت على قناعة تامة أنه لم يعد من مصلحة الشعبي العام أن يستمر الرئيس السابق على رأسه في منصب رئيس المؤتمر الشعبي العام».
ولم يتسن ل«المصدر أونلاين» التأكد من تلك الأنباء بشكل قطعي.