قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه لابد من تلبية "المطالب المشروعة للشعب السوري في هذا المكان وفورا" في الوقت الذي اجتمعت فيه دول غربية وعربية في اسطنبول يوم الاحد لمحاولة الاتفاق على كيفية دعم مقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد. وكان اردوغان يخاطب اجتماعا أغلب الحاضرين فيه من وزراء الخارجية من نحو 70 دولة بما في ذلك الولاياتالمتحدة وقوى رئيسية في الاتحاد الاوروبي والخليج في اجتماع يطلق عليه "أصدقاء سوريا".
وقصفت قوات الاسد حيا مواليا للمعارضة في مدينة حمص بنيران المدفعية وقذائف المورتر يوم السبت في الوقت الذي استمر فيه القمع بعد يوم من اعلان وزارة الخارجية السورية انتهاء الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ عام.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات السورية قتلت شابا فجر يوم الاحد بينما كانت تشن غارات وتقوم باعتقالات في بلدة الضمير في محافظة دمشق. وأضافت أن جنديا أصيب أيضا في المحافظة عندما تعرضت نقطة تفتيش تابعة للجيش لهجوم.
وقال أيضا ان منشقين هاجموا قافلة تابعة للجيش قرب قرية الجانودية بمحافظة ادلب قرب الحدود التركية مما أسفر عن مقتل أربعة جنود واصابة 11 .
وفي المحافظة ذاتها قال المرصد ان قناصا قتل امرأة بالرصاص في بلدة معرة النعمان خلال غارات للجيش.
ودعت دول الخليج في مجموعة "أصدقاء سوريا" لتقديم المزيد من الدعم للجيش السوري الحر الذي يتألف أساسا من المنشقين عن الجيش والذي قام بالتمرد المسلح بعد شهور من القمع العنيف للمحتجين السلميين.
وقال الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي يوم السبت ان تسليح الجيش السوري الحر "واجب". لكن الدول الغربية تخشى معارضة شديدة من روسيا والصين وكذلك احتمال استدراجها الى صراع دموي يستعصي على الحل.
ومن المقرر بحث اقامة "صندوق ائتمان" للمعارضة السورية خلال المؤتمر.
وقال دبلوماسي غربي على اطلاع بالمفاوضات ان العنصر الاساسي هو ما اذا كانت الدول ستلتزم بمثل هذا الصندوق دون تحديد أولا تفاصيل كيفية استغلاله.
ويريد المجلس الوطني السوري دعم جهود الجيش السوري الحر في حماية المدنيين ودفع أجور للمقاتلين الذين انشقوا عن قوات الاسد. ويقول دبلوماسيون ان دول الخليج مستعدة لنقل المال عبر المجلس الوطني السوري لهذا الغرض.
وتتحدث تركيا عن منح المجلس الوطني السوري دورا اكبر لكن بعض الدول الغربية ما زالت تشك في هذا المجلس الذي يضم الاطياف المختلفة من المعارضة لكن تهيمن عليه جماعة الاخوان المسلمين.
ومن غير المرجح أن يتضمن الاعلان الختامي اعترافا بالمجلس الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري لكن من المتوقع أن يسعى المؤتمر الى تصديق واضح من المجلس الوطني السوري لخطة سلام كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية ومطالبة الاسد بأن يصدر أمرا بوقف اطلاق النار وفتح ممرات لتوصيل المساعدات الانسانية يوميا.
ويقول الاسد انه يقبل الخطة التي اقترحها عنان والتي تتضمن قيام القوات السورية بالخطوة الاولى للانسحاب من البلدات والمدن ولكنها لا تدعو الاسد الى التنحي.
لكن في حين ان الجيش السوري الحر قال يوم السبت انه سيوقف اطلاق النار في حالة سحب الاسد الاسلحة الثقيلة من التجمعات السكنية قالت سوريا انها ستبقي قوات الامن هناك لحفظ الامن.
ويعتقد الكثير من الحكومات ان الاسد يكسب الوقت فحسب. وحثت كل من واشنطن ودول الخليج عنان يوم السبت على تحديد "الخطوات التالية" في حالة عدم التوصل الى وقف لاطلاق النار.
وقال دبلوماسي غربي كبير يحضر الاجتماع "ستكون هناك رسالة دعم لمهمة عنان... لكن أيضا رسالة الى الاسد.. 'لا تلعب معنا.. نحن نعلم أنك خالفت اتفاقات سابقة'."
والتقت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بوزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو قبل بدء الاجتماع.
وتقول الاممالمتحدة ان قوات الاسد قتلت أكثر من تسعة الاف شخص خلال الانتفاضة في حين أن دمشق تقول انها فقدت نحو ثلاثة الاف من قوات الامن.
وقال دبلوماسيون انه في حالة عدم وفاء الاسد بوعده سيتعين على عنان أن يحدد ما اذا كان سيبلغ الاممالمتحدة بأنه أخفق في صنع السلام عبر "عملية يقودها السوريون".
وسيطلع عنان مجلس الامن يوم الاثنين عما اذا كان يرى أي تقدم في تنفيذ خطته المؤلفة من ست نقاط.
ومن الممكن ان تشمل الخطوات التالية عودة الى مجلس الامن لاصدار قرار ملزم مع زيادة الضغط على روسيا والصين حليفتي الاسد واللتين أيدتا مهمة عنان حتى تتخذا موقفا أكثر تشددا من دمشق.
ونقل التلفزيون السوري مقتطفات من الجلسة الافتتاحة لما أطلق عليه "اجتماع أعداء الشعب السوري" في اسطنبول.
وذكر أن اردوغان يتحدث عن مصالح الشعب السوري لكنه يتجاهل ايواء تركيا لما أسماه "ارهابيين".
وعندما خاطب رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الاجتماع قال التلفزيون السوري في شريط للاخبار ان الشيخ حمد يتحدث عن حل سياسي في سوريا لكنه الى جانب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يعلنان دعم "الارهابيين" بالسلاح والمال لقتل الشعب السوري.
من خالد يعقوب عويس وميسي رايان (اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)