بدأت في مدينة إسطنبول التركية قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي ستركز على الملفات الاقتصادية دون تجاهل بعض القضايا السياسية الهامة المرتبطة بالأزمة بين إيران والعالم الغربي والوضع في أفغانستان. فقد افتتح الرئيس التركي عبد الله غل اليوم الاثنين بمشاركة أكثر من 40 دولة إسلامية قمة اللجنة الاقتصادية والتعاون التجاري الدائمة في منظمة المؤتمر الإسلامي (كومسك) التي ستبحث تطوير التجارة بين الدول الأعضاء وأثار الأزمة الاقتصادية العالمية ومشاكل الفقر في العالم الإسلامي.
وعلى الرغم من الطابع الاقتصادي، من المنتظر أن تبحث القمة -التي تستغرق يوما واحدا- عددا من الملفات السياسية من بينها البرنامج النووي الإيراني والوضع في أفغانستان حيث من المقرر أن يعقد على هامش القمة اجتماع لدول الجوار الأفغاني.
مشاركة واسعة ويشارك في القمة العديد من رؤساء الدول من بينهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظيره السوري بشار الأسد والأفغاني حامد كرزاي الذي يتوقع أن يلقي اليوم الاثنين خطابا يدعو فيه الدول الأعضاء للمشاركة في مساعدة بلاده للخروج من أزمتها السياسية والاقتصادية.
وبينما يشارك رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض ممثلا للرئيس محمود عباس، أكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية التركية الأحد تلقي الوزارة ما يفيد بإلغاء مشاركة الرئيس السوداني عمر حسن البشير في أعمال القمة.
وأوضحت مصادر سودانية أن الرئيس البشير هاتف نظيره التركي غل الأحد وأبلغه باعتذاره عن الحضور لأسباب داخلية تتصل بالمساعي الجارية في الخرطوم لحل الخلافات القائمة بين شريكي الحكم.
اعتذار البشير وجاء قرار الرئيس البشير إلغاء مشاركته في أعمال قمة كومسك في أعقاب ردود فعل دولية طالبت تركيا الطامحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بإلغاء الدعوة الموجهة للبشير أو اعتقاله تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية التي أدانته بالتورط في ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور.
بيد أن تركيا التي لم توقع على اتفاقية روما التي أنشئت بموجبها المحكمة الدولية، ردت على هذه الدعوات بالتأكيد على أن حضور البشير يأتي في إطار تجمع إقليمي وليس لقاء ثنائيا بين السودان وتركيا.
وشكك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في هذه الاتهامات بقوله إنه لا يمكن لأي مسلم أن يتورط بجرائم حرب، وإن تركيا كانت ستحادث البشير وجها لوجه لو كان هناك شيء من هذا القبيل.