لطالما حلم الشعب اليمني بحياة هانئة كغيرة من شعوب العالم، ظل لسنوات غابرة يضمد جراحه النازف فقراَ ومعاناة، يكوي نزيف التشرد والتيهان في ربى موطنه، يصارع الحياة كي يجنى ابسط مقومات حياته. يسير وهو لا يدري إلى أين سيصل به المسير. تولدت حاله تراجيدية محزنه لهذا الشعب العريق جراء المعاناة والمكابدة التي عاشها لعقود في ظل الحكم العائلي. أيقن الجميع بضرورة التغيير وتعالت الأصوات في سماء البلاد،، خرج الثوار إلى ساحات التغيير في معظم المحافظات ينشدون المستقبل والحرية والحياة الكريمة. استمر الثوار في الساحة رغم جسامة الأحداث والنكبات التي واجهوها! إلا أن إصرارهم في إنجاح الثورة كان أقوى من أن يتراجعوا أو يهنوا. توالت المواقف والمنعطفات فوصلت الثورة اليمنية إلى ذروتها المرحلية وذلك بانتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي في 21 فبراير 2012 هذا التأريخ المتجذر في ذاكرة كل اليمنيين، حيث سقط فيه ديكتاتور اليمن وإمامها، وانشطرت فيه عمامة الحكم العائلي وانتهت بهذا الحدث فترة الحكم «الجمهوإمامي»! استبشر اليمنيون بمستقبل افضل يلوح في سماء اليمن بعد انتخاب الرئيس هادي ولامسوا بعض القرارات الهامة والجريئة التي اظهرت كارزمية شخصية الرئيس وجرأته ونيته في المضي باليمن نحو المدنية والتغيير، والخروج من مربع تقاسم الكعكعة الى مربع التضحية والعمل من اجل اليمن. كانت نتيجة تلك القرارت العسكرية الهامة؛ الاطاحة بقائد القوات الجوية رغم البلطجة التي مارسها والتمرد الذي تزعمه، الا ان نهايته كانت حتمية ورحيله اصبح إجماعاً محلياً و دولياً. مثله كان قائد اللواء الثالث صاحب الشخصية الماكرة (المقرب والمستشار للرئيس المخلوع في كثير من الاحدات والمواقف) قبل بقرار إقالته وأذعن لقرار الرئيس هادي وابدى استجابته وموافقته للقرار وسلم اللواء بإشراف المبعوث الاممي بن عمر بشكل صوري، وعقب مغادرة بن عمر مطار صنعاء بدأ التمرد داخل اللواء على القائد الجديد الحليلي المعين بقرار رئيس الجمهورية وصاحب الشرعية. تزعم اركان حرب اللواء عبدالحميد مقوله وبعض الضباط في اللواء التمرد لأكثر من شهرين بإيحاء طارق صالح ودعم أحمد على وتخطيط المخلوع صالح، خوفاً من خروج اللواء الثالث عن سيطرة العائلة لأن خروج اللواء الثالث من سيطرتهم سقوط جزئي لجسد العائلة داخل الحرس الجمهوري. ظهرت معادن الاحرار في اللواء الثالث وتوحدت الاراء لدى كثير من منتسبيه وقرر كثير من افراده ضرورة الامتثال لقرارات رئيس الجمهورية وصاحب الشرعية، وتمكين القائد الجديد من استلام اللواء وممارسة مهامه. بدأت الانتفاضة الغير متوقعه وثبت ابطال اللواء وسطروا مواقف تاريخية مشرفة؛ ردعهم للقوات التي أتت من معسكر السواد لقمع الانتفاضة وإجبارها على التراجع، طرد اركان حرب اللواء وزعيم التمرد مقوله وبعض الضباط المنتفعين، احتجاز نجل المخلوع خالد صالح. أستطاع احرار اللواء بصمودهم البطولي تمكين القائد الحليلي باستلام اللواء تحت اشراف اللجنة العسكرية المكلفة. بالامس الرئيس المخلوع يخاطب المبعوث الاممي جمال بن عمر "ما فيش احد يسلم رقبته" وها هي اليوم رقبة الحرس العائلي تنكسر بأيدي ابطال واحرار اللواء الثالث، وأفلت شخصية عسكرية عائلية اخرى. وبالقريب العاجل سنرى انتفاضة مماثلة من أبطال الحرس الجمهوري داخل معسكر السواد تطيح بقائدها احمد علي لتنهي بذلك السيطرة العائلية على الجيش اليمني وأنه غير مرحب بهم في اليمن السعيد. وتبدأ المرحلة الفعلية في هيكلة الجيش وتوطيد الولاء للوطن لا لأسرة او حاكم. فخامة الرئيس! تنفس الشعب الصعداء بعد استلامك قيادة الدوله، تفاءل الكل بوطنيتك، أيدك الداخل والخارج للعبور بسفينة الوطن الى بر الامان. الايام تمر على الشعب كوقع الصواعق يترقب الاحداث والمواقف، يتطلع الى مزيداً من القرارات الحاسمة، الشعب ينتظر قراراك الهادي؟؟