خرجت مظاهرات في أنحاء متفرقة بالسودان في ما أطلق عليه ناشطون "جمعة لحس الكوع" للمطالبة بإسقاط الرئيس عمر البشير، فيما أفاد شهود عيان بإطلاق الشرطة للرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين. وذكر مراسل سكاي نيوز عربية أن مظاهرات خرجت عقب صلاة الجمعة في ودنوباوي وبيت المال في منطقة أم درمانجنوبي العاصمة الخرطوم.
وأوضح أن الشرطة أطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين كما استخدمت الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابة عدد المتظاهرين خاصة كبار السن بحالات اختناق. ورد المتظاهرون بإغلاق شارع مستشفى البراحة فى حى شمبات القريب.
وكان ناشطون سودانيون دعوا إلى تظاهرات جديدة الجمعة تحت اسم جمعة "لحس الكوع". واستمد الناشطون التسمية من قياديين في حزب المؤتمر الوطني الحاكم قالوا: "إن من يفكر في إسقاط النظام كمن يحاول لحس كوعه"، في إشارة إلى استحالة ذلك.
وتجمع مئات المتظاهرين خارج مساجد في الخرطوم، مطالبين برحيل البشير، فيما شهدت مدينة كسلا شرق البلاد مظاهرات ومسيرات حاشدة. وطوقت قوات الأمن محطات الوقود خشية استغلالها لإشعال حرائق.
واعتقلت السلطات خمسة من كوادر المؤتمر الشعبي المعارض في مدينة الأببض بولاية كرفادن (جنوب) أثناء مشاركتهم في مظاهرة.
وأفاد ناشطون بأن مسيرات كبيرة جابت الشوارع في مدينة القضارف، شرق البلاد، التي شهدت على مدار الأيام الأخيرة احتجاجات واسعة. وأشاروا إلى أن الأمن السوداني احتشد لتطويق المسيرات.
ووجهت السلطات اتهاما إلى المعارضة بممارسة ما وصفته بالتحريض. وانطلقت احتجاجات في المدن السودانية الرئيسة قبل نحو أسبوعين، اعتراضا على خطط تقشف اقتصادية ورفع أسعار المحروقات. وكان أكثر من مائة محام سوداني ثظاهروا بثيابهم السوداء الخميس في الخرطوموأم درمان المجاورة دفاعا عن "حرية التعبير"، في اليوم الثالث عشر من التحركات الاحتجاجية المتواصلة.
وكتب المحامون على إحدى اللافتات "التظاهر حق إساسي"، وعلى أخرى "حرية التعبير حق". وتظاهر 80 محاميا في الخرطوم أمام مبنى محكمة في حين تجمع نحو 40 في أم درمان. ورفع بعضهم لافتات تحتج على ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وتؤكد جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان أن قوات الأمن استجوبت أو أوقفت عددا كبيرا من المحتجين منذ بدء حركة الاحتجاج في 16 يونيو أمام جامعة الخرطوم، ثم امتدت إلى مناطق أخرى.
وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن على السودان أن "يضع حدا لقمع التظاهرات السلمية وأن يفرج عن الموقوفين ويسمح للصحفيين بالعمل بحرية".
وأضافت أنه في حين تم الإفراج عن معظم الموقوفين بعد بضع ساعات أو أيام، ترى مجموعات سودانية ناشطة أنه لا يزال نحو مائة شخص قيد الاعتقال.
وقلل الرئيس عمر البشير الحاكم منذ 23 عاما من أهمية التحركات الاحتجاجية مساء الأحد، مؤكدا أن التظاهرات الصغيرة "لا تمت بصلة إلى انتفاضات الربيع العربي".
ومن جانبه، اعتبر الكاتب والصحفي السوداني فايز الشيخ السليك أن التظاهرات التي يشهدها السودان حاليا جاءت نتيجة "سياسات الحكومة الخاطئة".
ووصف في مقابلة زيادة الأسعار التي أعلنتها الحكومة بأنها كانت "النقطة التي فجرت الاحتجاجات".
وفي المقابل، توقع عضو أمانة الإعلام في حزب المؤتمر الوطني الحاكم عبد الرحمن الزوما ألا تنجح الدعوة للتظاهرات في السودان الجمعة.
وقال الزوما في مقابلة إن الحملة للتظاهر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تنطلق من خارج السودان من "أشخاص لا يعرفون واقع البلاد".