قال نائب وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز إن دعم بلاده لليمن لا يقتصر على الجانب الأمني فقط وانما هو دعماً شاملاً يمتد للجوانب التنموية والسياسية والاقتصادية. وزار بيرنز اليمن على مدى يومي الاثنين والثلاثاء (9-10 يوليو 2012) حيث أجرى مباحثات مع الرئيس هادي ورئيس الحكومة محمد باسندوه ووزير المالية صخر الوجيه، كما التقى خلال الزيارة شخصيات سياسية يمنية بارزة ورجال أعمال وقيادات شابة. وقالت السفارة الامريكية بصنعاء إن زيارة نائب وزارة الخارجية وليام بيرنز الحالية لليمن تؤكد على التزام الولاياتالمتحدة المستمر لدعم الانتقال السياسي في اليمن وبالشراكة طويلة المدى مع اليمن. وأدلى بيرنز بتصريحات صحفية في نهاية زيارته أكد خلالها إلتزام الولاياتالمتحدة بمواصلة دعمها لليمن، قائلاً إن بلاده «لا تزال ملتزمة بقوة في مساعدة اليمن على تحقيق مستقبل واعد .. نحن ندرك أن الطريق أمامنا لن يكون سهلاً، ولكن يمكنكم الاعتماد على شراكتنا المستدامة والطويلة الأمد.. إننا ملتزمون بإتباع نهج شامل، وأنا أعلم إن البعض يعتقدون اننا مهتمون فقط بالجانب الأمني ومكافحة الإرهاب، وهذا ببساطة ليس صحيحاً». وأضاف «بالطبع إننا نتقاسم مصلحة عميقة مع قادة وشعب اليمن لهزيمة القاعدة والمتطرفين العنيفين الذين يهددونا جميعاً، ونحن فخورون بتقديم الدعم على نحو متزايد للجهود الأمنية الفعالة ضد الجماعات المتطرفة وسوف نستمر في بذل كل ما بوسعنا للمساعدة، ولكن الدعم الأمريكي القوي لعملية الانتقال السياسي والتنمية الاقتصادية هي عناصر ذات أهمية متساوية في استراتيجيتنا الشاملة». وأشار إلى إن مساعدات الولاياتالمتحدة التنموية والإنسانية لليمن هذا العام تصل إلى 175 مليون دولار، وهو أعلى مستوى من أي وقت مضى، ويتساوى تقريباً مع حجم المساعدات الأمنية المقدمة لليمن أيضاً بحسب بيرنز. مؤكداً أنه بفضل وقوة وتصميم الشعب اليمني فإن اليمن تحرز تقدماً ملحوظاً في عملية تحول سياسي تاريخي، وبهزيمة جماعات العنف المتطرفة التي تقف بين الشعب اليمني وبين المستقبل الأكثر أمنا واستقرارا وإزدهارا الذي يستحقه بجدارة. وفي مؤتمر صحفي منفصل عقده بيرنز أمس، أعلن مواصلة بلاده المشاركة في إعادة هيكلة الجيش وتنظيم القوات الأمنية في اليمن من خلال تجربتها في هذا المجال. وقال بيرنز إن الولاياتالمتحدة فخورة بدعم جهود اليمن المتواصلة والناجحة لمحاربة التطرف والعنف والإرهاب، مضيفاً «لقد ساهمنا في مجال التدريب والمعدات. لقد قمنا ببناء شراكة حقيقية، وسوف نستمر في دعم هذه الشراكة». وبشأن سير العملية السياسية الحالية في اليمن، عبر بيرنز عن دهشته إزاء «مدى التزام الرئيس هادي وجميع كبار المسؤولين اليمنيين الذين التقيت بهم بالحوار الوطني، والتعامل مع التحديات الكبيرة جداً التي لا تزال قائمة: صياغة دستور وإجراء استفتاء وتنظيم الانتخابات». وأضاف «كما أدهشني أيضاً التزام القادة السياسيين الآخرين والناشطون الشباب الذين التقيت بهم، وقادة المجتمع المدني بتلك العملية نفسها». وإذ قال إن هناك العديد من القضايا لا تزال عالقة في اليمن، إلا أنه أبدى ثقته في قدرة اليمنيين على معالجة تلك القضايا بنجاح. ورداً على سؤال بأن الولاياتالمتحدة تدعم الربيع العربي لمساعدة الإسلاميين للوصول للسلطة كي يقوموا بمكافحة إيران وليس لتحرير المواطنين من الديكتاتوريين، نفى نائب وزير الخارجية الأمريكي بيرنز ذلك قائلاً إن بلاده ملتزمة بقوة في دعم تطلعات الشعوب في جميع أنحاء العالم العربي من أجل الكرامة والمشاركة السياسية، من أجل إنشاء مؤسسات ديمقراطية وسيادة القانون وتوفير الفرص الاقتصادية. وأكد بأن الخيارات المتعلقة بمن يفوز في الانتخابات أو في العملية السياسية الجارية في البلدان العربية ليست من شأن الولاياتالمتحدة، ولكنها تخص المواطنين الذين يعيشون في هذه الدول. وأضاف «ليس لدينا أفضليات فيما يتعلق بمرشحين معينين، وكما أسلفت هذا ليس من شأننا. ما ندركه جيدا هو أن المحرك الجوهري للثورات والتحولات التي أجتاحت العالم العربي خلال العام الماضي والنصف هي الكرامة. إنها رغبة المواطنين في مستقبل أفضل لأنفسهم ولأولادهم ، إنه الإهتمام بالمشاركة في القرارت السياسية التي تهمهم، وهي كذلك الرغبة في بناء المؤسسات بحيث لا يكون مهما من يفوز في الانتخابات، فالكل سيعامل على قدم المساواة وسيكون لديه حقوق متساوية من انتخابات إلى أخرى». وتابع «هذا هو ما تقف إلى جانبه الولاياتالمتحدة وهو ما سنستمر في الوقوف لأجله»