البكاء كتعبير انساني للفرح او للحزن او للتعاسة او للشقاء او للمعاناة هو اهم صناعة وطنية تجيده الشعوب المستعبدة والزعماء الساقطون ، والبلاد العربية ذاقت الويلات من المشاكل والمعضلات والمصائب التي نزلت على رؤؤس شعوبها. وجعلت شعوبها تبكي دما بدلا من الدموع وما زالت في نوبة بكاء هستيري افقدها صواب اتجاهها نحو اهداف ثوراتها. ولن تألو جهدا ان تبحث عن باكي او باكية عن طفل او امراة او رجل معبرا عن حالته والتي غالبا ما تكون تعبيرا عن المعاناة.
ولكن ارقى انواع البكاء ذلك الذي يصدر من رجل يقف بين يدي الله في محراب الصلاة فذلك الرجل لم تكن دمعاتة التي تنزل سوى خشية ان يكون سببا لبكاء الاخرين او لبكاءة على نفسة لو لم يقم بواجبة تجاة الامانة التي تحملها. وقد شهدنا دموعا كثيرة لبكاء نساء فلسطين على ابنائهن الشهدا وبكاء نساء الامة العربية في ثورات الربيع العربي على ابنائهن الشهداء فرحا وحزنا.
وفي المقابل رأينا بكاء زوجات الطغاة كسوزان مبارك فبكاء سوزان مبارك تقول عنه صحيف الجارديان البريطانية إنها ظلت تجهش بالبكاء في ردهة القصر رافضة مغادرته إبان الثورة الشعبية المصرية . وبكى ابناء مبارك ايضا حال خلعة ولكن بالمقابل رأينا بكاء زوجة رجب طيب اردوغان على اطفال غزة امام المصورين والصحافة العالمية..
والمخلوع مبارك الذي حاول تزوير محاكمته بعد ان تم الحكم علية بالمؤبد رغم ان ذلك لم يرضي الشعب المصري إلا أنه دخل هو الاخر في نوبة بكاء هستيرى أثنا دخولة الى سجنة الجديد والذي يعتبر في ذهن المواطن المصري ليس سوى قصرا في السجن..ولكنه بكاء على سلطة سلبت منة حسبها قدرا علية وحدة..
ومن المعروف ان المخلوعين جميعا لم يكونوا يسمعون أنات شعوبهم ولم يحسوا بدموعهم وقد كان المخلوعين يمثلون طيفا معينا من التيارات السياسية ففشلو فشلا ذريعا في ضمان الحد الادني من الحرية والعيش الكريم لشعوبهم لكننا رأينا بالمقابل تجارب اسلامية رائدة فتركيا وماليزيا أثبتت أن هؤلأ الزعماء الذين يبكون بصدق وليس تصنعا قد صدقوا شعوبهم فأكرموهم وقاموا بواجباتهم ونهضوا ببلدانهم وقادوها نحو الاستقلال الحقيقي عن الخارج .. وقد جرب الناس العلمانيين بشتى اتجاهاتهم فضاعت الامة وجربوا الاسلاميين في تركيا وماليزيا فنجحوا ....
وعلى مدى التاريخ فالزعيم الذي يؤثر في تاريخ شعبة يكون بمواصفا معينة يقبله بها هذا الشعب ولا يعني الاشارة الى الرئيس المصري اوغيرة من القادة الذين افرزتهم ثورات الربيع العربي ومواقف بكائهم انه نوع من التعظيم ولكنة نوع من التفائل الذي فقدناة لمدة طويلة ونحن نرى من كانو يسمون انفسهم بالقادة لا يجيدون الا عمل سيول من الفساد لتجرف اقوات الشعوب..
كل ذلك كان بسبب اشباه رؤساء اذاقو الامة الفقر والجهل والمرض والعبودية لغير الزعيم فاصبحت الامة تسبح بحمدهم بدلا من التسبح لله في وسائل اعلامها وفي مجالسها , والاحزاب العلمانية لكل منها زعيم ولا يختلف اثنان على ذلك والغريب اننا احيانا نستورد زعيم اجنبي عندما لا نجد زعيم محلي فنستورد زعيم اجنبي فهذا ما تم برمجة الشعوب العربية علية , ومازال الاثر كبيرا ايضا حتى بعد ثورات الربيع العربي ..؟؟ فأنصفوا انفسكم وكفكفو دموع القادة الجدد واعينوهم يا ثوار الربيع العربي ودعوهم يفعلو شيئا وصوبوا نقدكم الى سياساتهم وليس الى شخصياتهم ....