لأول مرة منذ عدة سنوات يعود التليفزيون الرسمي اليمني لنقل صلوات التراويح من الجامع الكبير بصنعاء، أقدم مساجد اليمن، غير آبه بملامح التهدم التي تسري فيه مع توقف الترميمات. وأعرب علي أبو الرجال، رئيس الهيئة العامة للمخطوطات بصنعاء لوكالة الأناضول للأنباء، عن أسفه الشديد من «الإهمال» الذي بدأ يطال هذا المعلم التاريخي والإسلامي حيث توقفت الترميمات، وبات الكثير من زواياه مهددة بالسقوط؛ ما ينذر بضياع بعض معالمه. وعن تاريخ الجامع، قال أبو الرجال: يكفي أهل اليمن فخرًا أن الرسول محمد- خاتم الأنبياء- هو من أمر ببنائه، وتعتبر القبلة فيه من معجزات النبي حيث حددها هو بنفسه. وأوضح أن الجامع من أقدم مساجد العالم، حيث تم بناؤه في السنة السادسة للهجرة حين بعث الرسول الصحابي وبر بن يحنس الأنصاري واليًا على صنعاء، وأمره ببنائه ما بين الصخرة الململمة وقصر غمدان. وأضاف أن المسجد دخلت عليه توسعة في العصرين الأموي والعباسي، ويحتوي على مكتبة عامة تعد من أكبر المكتبات في العالم العربي، وفيها نسخة نادرة لمصحف الصحابي عثمان بن عفان. وفي السنوات الأخيرة، كانت الصلوات الخاصة بالمناسبات الهامة، مثل صلوات التراويح في رمضان، يتم نقلها في التليفزيون الرسمي من مسجد «الصالح» الذي بناه الرئيس السابق علي عبد الله صالح عام 2008، ويعد أكبر مساجد اليمن حاليًا، إلا أنه في أول رمضان يحل على اليمن بعد الإطاحة به في انتفاضة شعبية فوجئ اليمنيون بالعودة لنقل التراويح من الجامع الكبير. وعن الملامح المعمارية للجامع، يقول أرشيف هيئة المخطوطات إن أول بنائه كان بسيطًا وصغيرًا، مثله مثل المساجد الأولى في ذلك العهد، وكان مربع الشكل، وله باب واحد و12 عمودًا، ومقسم إلى 3 أروقة. أما السقوف ذات الزركشات الفنية المرسومة بطريقة الحفر الملونة، فهي فريدة في العالم الإسلامي، وللجامع مئذنتان، في الناحية الجنوبية واحدة، والثانية في الناحية الغربية منه، وتعتبر من أقدم المآذن الباقية باليمن.
