أشاد المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة بالتعددية السياسية في اليمن ووصفها بأنها راقية وتتقدم على باقي الدول العربية التي شهدت ما يسمى بالربيع العربي. وقال في حوار مع قناة الجزيرة ضمن برنامج في العمق «إن اليمن تختلف عن بقية الدول من الناحية الاقتصادية وإنتاجية الدولة، وكادت في يوم من الايام ان تصنف ضمن الدول الفاشلة عالمياً إلا أنها تحظى بتعددية سياسية وهوية يمنية راقية». وفي حديثة عن قضية الشمال والجنوب، قال بشارة إن اليمن ليس هويتين مختلفين كما في باقي دول العالم شمال وجنوب احدهما إسلامية والأخرى غير إسلامية أو احدهما عربية والأخرى غير عربية. واضاف «القضية الجنوبية مشكلة كبرى يجب ان يتم وضع حل لها في المستقبل». وتابع بشارة بالقول «الموضوع تاريخي يتعلق باستقلال متأخر لجنوب اليمن وقيام دولة أخرى عريقة قديمة في الشمال، لكنها تعاملت مع قضية الوحدة كأنها غنيمة أو مكسب وحاولت أن تفرض السلطة المركزية بشكل لا يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الجنوبيين». وتوحد شطرا اليمن عام 1990، لكن خلافات سياسية تفاقمت بعد أربعة أعوام من الوحدة لتنتهي بحرب أهلية بين نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض الذي أعلن انفصال جنوب اليمن وأخرى يقودها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لتنتصر الأخيرة على الأولى وتخمد محاولة الانفصال. وأطاحت ثورة شعبية بصالح من سدة الحكم، ودخل اليمن مرحلة انتقالية سيجري خلالها مؤتمر حوار وطني لمناقشة وحل القضايا الوطنية وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية عام 2014. ومنذ عام 2007، خرجت مسيرات في مدن جنوبية عرفت بالحراك الجنوبي، رفع مطالب إعادة المتقاعدين القسريين إلى أعمالهم، وارتفع فيما بعد سقف المطالب عند البعض إلى المطالبة بالانفصال. وقال عزمي بشارة «هناك أناس يشعرون بشعور عميق من الغبن ناجم عن كونهم متميزين ويجب معالجة هذا التميز»، لكنه اتهم أطرافاً لم يسمها بمحاولة استغلال الثورة لطرح قضايا انفصالية.