بين المساجد التاريخية في اليمن يبرز جامع البكيرية بطابعه المعماري المميّز في وسط العاصمة صنعاء؛ حيث يعد الممثل الوحيد بشكل كامل للطراز العثماني في مساجد اليمن. وفي إطلالة تاريخية عليه، قال المؤرخ اليمني، علي جار الله الذيب، إن الجامع يتميّز بكونه لا يستند من الداخل على أي عمود، وإنما يقوم على القبة العملاقة التي كانت أكبر قبة في العالم العربي وقت إنشائه. والمسجد تم بناؤه في فترة الوالي التركي في اليمن حسن باشا، عام 1596 ميلادية، 1005 هجرية، في عهد السلطان العثماني مراد الثالث، وتشير المصادر التاريخية إلى أن «سبب بناء الوالي للجامع هو تخليد لمولاه بكير أغا الذي مات بصورة مفاجئة حين سقط من على فرسه في حفل أقامه الوالي؛ احتفالاً بتخريج عدد من حفظة القرآن الكريم بعد أن أصابته عين أحد الأشخاص المتواجدين في الاحتفال، وحزن الوالي عليه حزنًا شديدًا، وأمر ببناء المسجد تخليدًا لذكراه». وفي 1880 ميلادية، أمر السلطان العثماني عبد الحميد بترميم الجامع بحسب التاريخ الموجود في أحد أبوابه. وفي عام 2000، أطلقت الحكومة اليمنية مشروعًا لإعادة الترميم بما يحافظ على طابعه المعماري والهندسي المميّز، وفي عام 2010، انطلق مشروع جديد بين صنعاء وتركيا لترميم قبة الجامع والأضرحة الموجودة بداخله. والطراز العثماني غير منتشر في مساجد اليمن، ولا يمثله بشكل واضح إلا جامع البكيرية، وعدا ذلك توجد له ملامح فقط في البهو المقبب والبروج الصغيرة الموجودة بزوايا بعض المساجد.