دعت منظمة هيومن رايتس ووتش السعودية واليمن والمتمردين الحوثيين إلى اتخاذ جميع الإجراءات المستطاعة لتجنيب المدنيين تبعات القتال وضمان تلقيهم للمساعدات الإنسانية. وقال جيمس روس، مدير القسم القانوني والسياسات في هيومن رايتس ووتش الخميس إن "النزاع المتصاعد في شمال اليمن يهدد بتزايد الخسائر في صفوف المدنيين". داعياً "جميع الأطراف تفادي الإضرار بالمدنيين وضمان وصول القائمين على المساعدات الإنسانية إليهم على وجه السرعة". وأعربت هيومن رايتس ووتش - التي تتخذ من نيويورك مقراً لها - عن قلقها من أن على أطراف النزاع اتخاذ جميع الاحتياطات المستطاعة لحماية السكان المدنيين من الهجمات حسب ما تقتضي قوانين الحرب. واتهمت هيومن رايتس السعودية بإعادة قسرية ليمنيين فروا من القتال إلى أراضيها، وقالت "ورغم القتال الدائر والوضع الإنساني المتدهور في اليمن، فإن السعودية مستمرة في أعمال الإعادة القسرية ليمنيين فروا إلى السعودية، في خرق لالتزامها بموجب القانون الدولي". ونسبت إلى منظمات الأممالمتحدة قولها "بأن السعودية رحلت أكثر من ألف يمني". وأفادت البرنامج العالمي للغذاء بأن 15 ألف مدني يمني "عالقين بالقرب من الحدود" مع السعودية. وأضاف جيمس روس: "على السعودية ألا تعيد اليمنيين قسراً إلى منطقة حرب". وأضاف: "فالسعودية واليمن بحاجة للتعاون الوثيق مع المنظمات الإنسانية لمساعدة المدنيين المعرضين للخطر على جانبي الحدود". وقال شخص تعرض مؤخراً للنزوح لصحيفة الغارديان البريطانية إن السعوديين حذروا في مكبرات صوتية السكان وأمروهم بإخلاء منازلهم، لكنها - القوات السعودية - ربما قامت بشن هجمات بغض النظر عن بقاء المدنيين في القرية أو خروجهم جميعاً منها. وقال في الصحيفة: "سمعنا أصوات الطائرات والقصف الثقيل. كان السعوديون يقصفون مواقع الحوثيين وأصيبت قريتنا". وجاء في بيان المنظمة أن "قوانين الحرب تطالب أطراف النزاع بتوخي الحذر الدائم أثناء العمليات العسكرية، لتجنيب السكان المدنيين المخاطر و"اتخاذ جميع الاحتياطات المستطاعة" لتقليص الخسائر في أرواح المدنيين والضرر اللاحق بممتلكاتهم. وأضاف "تشمل الاحتياطات بذل كل ما يمكن بذله من جهود للتأكد من أن أهداف الهجوم هي أهداف عسكرية، وإعطاء "تحذيرات فعالة مسبقة" تسبق الهجوم عندما تسنح الفرصة. وعلى القوات تجنب وضع الأهداف العسكرية بالقرب من مناطق مزدحمة بالسكان وبذل الجهد لإبعاد المدنيين عن الأهداف العسكرية". وقالت هيومن رايتس ووتش أنها زارت في أواخر أكتوبر الماضي مخيم مزراق للاجئين وبلدة حرض، في شمال غرب اليمن. وقد أدى القتال في مناطق الملاحيظ ورازح الجبلية على الحدود السعودية اليمنية إلى فرار أكثر من 20 ألف شخص إلى مناطق ساحلية آمنة. وقد توافد الآلاف غيرهم على مخيم مزراق في غضون خمسة أيام من دخول السعودية الحرب في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، طبقاً لمنظمات الأممالمتحدة الإنسانية. وكانت منظمة اليونسيف قالت في وقت سابق بأن 600 طفل يتلقون العلاج من سوء التغذية في مخيم مزراق. ولا يمكن أن يسع المخيم وافدين جدد وقد "فاق سعته"، حسبما قالت وكالة الأممالمتحدة للاجئين. كما أفادت اليونسيف بأن 240 قرية سعودية قد أخليت مع دخول القتال بين الحوثيين والقوات السعودية إلى الجانب السعودي من الحدود بين البلدين. وقد دعت المنظمات الإنسانية جميع أطراف النزاع إلى السماح للمنظمات بالوصول إلى جميع المدنيين المحتاجين للمساعدات، لكن المشكلات الأمنية والسياسات الحكومية اليمنية التقييدية منعت المنظمات لإنسانية من بلوغ الأغلبية العظمى من النازحين الذين التمسوا اللجوء لدى عائلات مضيفة في بلدات وقرى أخرى وليس في المخيمات.