تقدم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الجمعة مشيعي العميد الركن عمر سالم بارشيد مدير كلية القيادة والأركان بالأكاديمية العسكرية العليا الذي اغتيل مساء أمس الخميس في تفجير عبوة ناسفة زرعت بسيارته في مدينة المكلا شرق البلاد. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الموكب الجنائزي المهيب الذي أقيم في العاصمة صنعاء تقدمه هادي ومعه وزير الداخلية ورئيس هيئة الأركان العامة وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات العسكرية والأمنية. وكان مصدر أمني ذكر ل«المصدر أونلاين» إن عبوة ناسفة انفجرت في سيارة العميد بارشيد في الحادية عشرة والنصف من مساء الخميس عند جسر بلقيس وسط مدينة المكلا، ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة، نقل على إثرها إلى المستشفى لكنه لفظ أنفاسه هناك.
ولم تعرف هوية الجهة التي نفذت عملية الاغتيال، غير أن السلطات غالباً ما توجه أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة الذي نفذ عمليات اغتيال طالت ضباطاً في الجيش والأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية. ونسبت وكالة «سبأ» إلى هادي إشادته «بإسهامات الشهيد في الارتقاء بالعمل العلمي والأكاديمي العسكري وتأهيل القيادات العسكرية خلال فترة عمله مديرا لكلية القيادة والأركان وبأدواره الوطنية الشجاعة في الدفاع عن الوطن وحماية أمنه واستقراره في كافة المنعطفات التاريخية التي مر بها الوطن منذ قيام الثورة اليمنية 26سبتمبر و14اكتوبر وحتى استشهاده». ونقلت الوكالة ذاته عن المشيعين تعبيرهم عن عميق الحزن لمقتل «قائدٍ عسكري بحجم الشهيد البطل العميد الركن عمر سالم بارشيد الذي كان له أدواراً مشهودة ومواقف بطولية رائعة»، كما أشادوا «بمناقب الفقيد وشجاعته وبطولاته وسلوكه القيادي الرفيع كقائد وأب ومربي من خلال حرصه الدائم على تربية روح المسؤولية لدى القادة والضباط الدارسين في كلية القيادة والأركان وارتباطه الوثيق بهيئة التدريس والدارسين في الأكاديمية العسكرية بمختلف كلياتها». وطالب المشيعون الأجهزة العسكرية والأمنية الاضطلاع بدورها الفاعل ورصد وتعقب كافة «عناصر الشر والإرهاب» أينما وجدوا وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع وكذا اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة لإفشال مخططاتهم العدائية ضد الوطن وأبناء القوات المسلحة والأمن والضرب بيد من حديد وعدم التهاون مطلقاً تجاه وباء الإرهاب الذي يجب أن يستأصل من جذوره وبدون هوادة، بحسبما نقلته الوكالة. وقد جرت مراسيم التشييع بعد الصلاة عليه في جامع مجمع الدفاع بالعرضي عقب صلاة الجمعة بمرافقة أبناء وأقارب الفقيد حيث سار الموكب الجنائزي بجثمانه الذي حمل على عربة عسكرية مكشوفة تحيط به ثلة من حرس الشرف حاملين صوره والأوسمة والنياشين تتقدمه سرايا رمزية من ضباط وأفراد القوات المسلحة فيما كانت الموسيقى العسكرية تعزف مقطوعات والحان جنائزية حزينة «في موقف يعبر عن الإجلال والإكبار للشهيد ومواقفه الوطنية المخلصة خلال مسيرة حياته العسكرية». بعدها تحرك موكب التشييع بجثمان الفقيد إلى مطار صنعاء الدولي لنقله إلى مدينة المكلا ليوارى جثمانه الثرى في مسقط رأسه بالمكلا في محافظة حضرموت. وكان جثمان الفقيد قد وصل إلى قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء صباح اليوم لإجراء مراسيم التشييع الرسمية حيث كان في مقدمة مستقبليه نائب رئيس هيئة الأركان العامة لشئون التدريب اللواء الركن علي سعيد عبيد وعدد من القيادات العسكرية والأمنية.