اتهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الأحد أطرافاً- لم يسمها – بممارسة التحريض وعرقلة التسوية السياسية الحالية في البلد. وقال – وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ):«للأسف البعض ما زال لا يفهم المبادرة أو يتظاهر بأنه لا يفهمها ولا يزالون على النهج السابق، ويمارسون التحريض والعرقلة ومنافسة إرادة الشعب اليمني».
وأضاف في لقاء جمعه اليوم الأحد برئاسة مجلس النواب وأعضاءه في قاعة المؤتمرات والاحتفالات بدار الرئاسة بصنعاء أن «على تلك الأطراف استيعاب المرحلة الجديدة «وسيسجل التاريخ كل المواقف هذه وتلك والتاريخ لا يرحم».
وقال الرئيس هادي إن «الوضع الذي أعقب حادثة تفجير جامع دار الرئاسة في شهر يونيو من العام الماضي انعدمت فيه سيطرة الدولة، أو الحكومة، لكننا تمسكنا بزمام مظهر الدولة».
وتابع: «تقريباً هذا هو اللقاء الأول بعد أداء اليمين الدستورية في المجلس في شهر فبراير الماضي بعد إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، ولا شك أنكم تتذكرون جميعا كيف كان وضع اليمن مقسم والطرق مقطعة والكهرباء غير موجودة والمشتقات النفطية معدومة والمحافظات في وضع أمني مختل ومحافظة أبين وأجزاء من محافظة شبوة تحت سيطرة الإرهاب، فكان من الصعب أن نلتقيكم قبل أن ننجز الكثير وخصوصا مما وعدت به في خطابي في مجلس النواب بعد أدائي اليمين الدستورية مباشرة».
ودعا الرئيس ب«الكف عن التسريبات الإعلامية والصحفية المغلوطة في مختلف وسائل الإعلام، مؤكداً أن اليمن بحاجة إلى الجهود الوطنية المخلصة من اجل الوصول إلى محطة الانتخابات الرئاسية القادمة في الحادي والعشرين من فبراير 2014».
وشدد على أعضاء مجلس النواب التوقف عن التفكير بدائرته لنفسه، بل تكون الدائرة لليمن وسلامته وأمنه، وقال: «لا نريد لأحد أن يكون باحثاً عن دعاية أو إغراء في دائرته».
وقال مازحاً «قد أخذتم عشر سنوات وهي فترة قياسية لم يسبق لها مثيل.. ونتصور نفسنا جميعا فريق واحد لمسؤولية واحدة تاريخية هدفها الكبير الوصول بأمان إلى الانتخابات الرئاسية القادمة، وسيكون همي وهمكم جميعا هو الحفاظ على الأمن والاستقرار والوحدة حتى تحقيق تلك الغايات».
وأشاد بموقف مجلس النواب في وقوفهم إلى جانب تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة «وكان مجلس النواب ومن اجل هذه المسؤولية قد توحد وتجاوز الانقسامات التي كانت حاصلة».
كما أشاد بالموقف الخليجي، وكذا موقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية.
وقال: «كانت المدة بعد التوقيع على المبادرة الخليجية تسعين يوما لإجراء الانتخابات فاضطررت للاتصال بأخي خادم الحرمين الشريفين أن يمدنا بمساعدة وعون من اجل ان نتجاوز هذه المرحلة الدقيقة والصعبة تتمثل بالنفط ومشتقاته، فوجه مشكورا بإعطائنا ما يكفي للوصول الى يوم الانتخابات الرئاسية من المشتقات النفطية».
وأردف: «كان العالم مندهشا كيف أن اليمنيين تغلبوا على جراحاتهم وذهبوا إلى الانتخابات مغلبين مصلحة الوطن العليا بحكمة ونباهة».
واستطرد الرئيس: «اليوم ونحن نلج المرحلة الثانية علينا جميعا بذل الجهود الوطنية المخلصة والحثيثة من اجل تهيئة الظروف الكاملة والأجواء الملائمة للوصول إلى طاولة الحوار الوطني الشامل كخيار وطني لحل كافة المشاكل والملفات والقضايا العالقة بكل أشكالها وصورها وأنواعها»
وقال إن «المرحلة الجديد تتطلب من المجلس التعاطي الوطني مع الأولويات الملحة بتكاتف واصطفاف وتجاوز مفهوم سلطة ومعارضة داخل المجلس باعتبار الجميع أمام مسؤولية إخراج البلد إلى بر الأمان».
وشدد الرئيس هادي «بذل جهود كل من سلطة الدولة والسلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية واللجنة العسكرية والأحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية والقوى الاجتماعية الوطنية الخيرة ومنظمات المجتمع المدني، لإخراج اليمن من دوامة الظروف الصعبة والأزمات المتلاحقة إلى بر الأمان، وفتح صفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها جميعا اليمن الجديد».