يهدد اليمن انفجار سكاني, مات والدي وترك والدي عشرة أطفال.. يهدد اليمن مجاعة مهلكة, لا يملك أطفالي في البيت ما يأكلون.. أكثر من نصف اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر, لا أجد إيجار البيت الذي اسكنه.. الجفاف سيهلك اليمن, لا يملك اطفالي الحليب ولا شربة ماء.. عبارات يشبه بعضها بعضاً كلها للاستعطاف والاسترحام باسم شعب اليمن أحفاد الأنصار وصناع حضارات سابقة، يطلقها أبواق الغرب حكام اليمن السابق منهم واللاحق قبل انعقاد مؤتمر هنا وآخر هناك لمن يسمون بالمانحين ليتكرموا بالإحسان على هذا الشعب تماماً كالتي يطلقها بعض المتسولين في المساجد أمام المصلين علهم يعطوه شيئاً من المال. أوجه الشبه بين الاثنين تصل إلى حد التطابق ولننظر سوياً: • الكذب هو السمة الأولى للاثنين والمتسول في الغالب الأعم يملك قوت يومه ومن يعول وحكومتنا وبلادنا تملك الموارد الكافية لإعالة أهل اليمن بل ولدينا أرصدة لبعض «أبناء اليمن» في البنوك الأجنبية لإعانة الاقتصاد «اليمني»!! • المتسول يتواجد بشكل يومي في أسواق القات ليقتني «أفخر وأجود» أنواع الولعة والحاكم السابق والمسؤولون اللاحقون كثيراً ما يتواجدون هم وأبنائهم في الأسواق العالمية لاقتناء خيل وسيم من سلالة عريقة أو فيلا فاخرة في الغرب أو الشرق. • ممتهن التسول يأتي غالباً بأبنائه أو بناته الصغار أمام الناس ليذهب بماء وجوههم ويدربهم على هذه الوضاعة. وحكامنا يأتون بأفلام وثائقية كما يزعمون لا ندري كيف قاموا بصنعها بل حتى أين صوروها لنصدق أن هذا وطننا ويصدق «المانحون» الذين يعلمون كيف يتم تصوير هذه الخدع السينمائية على النقيض مما أذهبوا أبصارنا بالنظر إليه في القنوات الفضائية الرسمية من خضرة وماء ووجه حسن. الحقائق تقول: • الشعب اليمني «الفقير» ينفق على أقل تقدير يومياً في القات وما حوله عشرة مليارات ريال إذا توقعنا أن المخزنين عشرة ملايين إنسان, وحكومتنا «الفقيرة» تحُصِّل يومياً من هذا المبلغ على ضريبة لا نعلم حجمها؟
• اليمن تعد أو تسمى وتوصف من الدول المنتجة للنفط الذي زدنا بتصديره المزعوم فقراً! • لدى اليمن واحد من أكبر مراكز تصدير الغاز في المنطقة «بلحاف» أم أنهم كذبوا علينا! • تعد اليمن من أوائل الدول المصدرة للموز في العالم والدولة تتسول باسم الجائعين في مناطق زراعة الموز! • الثروة السمكية اليمنية كبيرة وأنواع السمك اليمني المتعددة تباع خارج اليمن بأسعار أكثر من ممتازة وبالعملة الصعبة والحكومة تتسول باسم الصيادين اليمنيين «المساكين»!! • الصادرات الزراعية اليمنية ولله الحمد تغطي الأسواق للدول المجاورة والأسواق المحلية والدولة تتسول باسم المزارعين والجفاف! • بين الحين والآخر نسمع أن هناك اكتشافات بوجود معادن نفيسة في جبال اليمن والحكومة تتسول لمكافحة «تصحر الجبال». • لدينا خريجون مؤهلون علمياً بدراسات جامعية في الداخل والخارج بأعداد كبيرة ومتزايدة لا يجدون وظائف ويعمل لدينا كثير من الهنود «الغالبية من غير المسلمين» غير المؤهلين في كثير من الأعمال التي يمكن أن يقوم بها اليمنيون المؤهلون وتتقاضى عليها العمالة الهندية بالعملة الصعبة ما يفوق راتب ثلاثة إلى أربعة إلى أَضعاف كثيرة من الموظفين اليمنيين لدى حكومتنا «الفقيرة» التي تتسول باسم القضاء على البطالة!
والحقائق كثيرة جداً تلك التي تبطل وتكذّب ما يأتي به أرباب الأسرة اليمنية «الحكومة» من افتراءات وادعاءات.. ثم لماذا هذا العطف العجيب من قبل الشرق والغرب على اليمنيين؟ ثم ألم يسمعوا كذلك بمساكين في الصومال والنيبال واللاوس وكمبوديا ودول كثيرة في افريقيا وأمريكا اللاتينية حيث يموت الآلاف بل الملايين سنوياً جوعاً على الحقيقة لا المجاز؟ أم أن هناك روابط أسرية بيننا وبينهم أو روابط نسب أو دين؟ ويشارك في مؤتمرات كهذه عدد من الدول العربية «المتخمة» والإسلامية فأين هم إن صحت رواية الحكومة اليمنية من هذا الفقر منذ زمن! وهل من شروط قبول الصدقة عند الله مِنّاًّ نحن المسلمين الإشهار بهذا الشكل المخزي والمذل لمن نتصدق عليهم؟ «قول معروف ومغفرة خير من صدق يتبعها أذى». «والله ما الفقر أخشى عليكم» قالها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم, وحثيَ المال في زمن عمر بن عبد العزيز رحمه الله على المسلمين حثواً ولم يجدوا من بأخذه حتى أمر بنثر القمح على الجبال حتى لا يقال مات الطير في بلاد المسلمين جوعاً. وكان يهب الخليفة العباسي هارون الرشيد رحمه الله لمؤلفي الكتب وزنها ذهباً بل حتى في زمن النبوة رد عامل الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث سنوات من الإسلام في اليمن جُل مال الصدقة والزكاة إلى بيت مال المسلمين في المدينةالمنورة لأنه لم يجد من يحتاج ذلك المال في اليمن ولم يتم حينها استخراج للنفط أو للغاز أو شيء من ذلك. إنه أمر دبر بليل لإذلالكم أيها الناس لإمعان حصاركم حاضراً ومستقبلاً بالديون التي تترتب على هذا «الإحسان» فما هذا لسواد عيونكم أو «لغلاوتكم» عليهم وعندهم فهل من مدكر؟ هكذا كان حال العرب قبل الإسلام يقفون على أبواب قيصر الروم أو كسرى الفرس يتسولون وما كان إلا عقدين من الزمن في الإسلام, حتى صاروا هم أصحاب اليد العليا في العالم وفتحوا فارس والروم فأين نحن من هذه العزة والكرامة.. فهل تسول حكومتنا هذه أو سابقتها جائز شرعاً؟ أفيدونا!