قرأت في "المصدر أونلاين" تصريحات نائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح حسين الزوعري التي حذر فيها قادة الحراك من أن يصبح مصيرهم مثل مصير الخمير الحمر، الذين قال انهم يحاكمون اليوم بالمئات أمام محاكم الشعب لقتلهم الشعب الكمبودي كما قال. أتفق معك معالي نائب الوزير في تحذيرك لقادة الحراك السلمي الجنوبي فهناك تشابه بين جنوبنا السليب والأحداث التي شهدتها كمبوديا بجانب تدخلات جارتها فيتنام. وبما أن معاليكم قد قرأ التاريخ جيداً وهذا ما استشفته بتحذيركم لقادة الحراك الأبطال واستشهادكم بالتاريخ فمنه تؤخذ العبر، وعليه سيكون ردي المتواضع عليك ومن التاريخ نفسه الذي استشهدت به سيكون. الدور الذي تقومون به اليوم أنتم معشر الجنوبيين المتواجدين صورياً في سلطة سبعة يوليو سبقكم إليه الكثير مِن مَن سبقكم في التاريخ فدوركم ومن سبقكم تمحور بصنفين أحدهم طلب من عناصر خارجية ليقوموا بإدارة شؤون دولتهم كما فعل المستكفي عندما استدعي عليا بن بويه وأسس إمارة إدارية عرفت بالتاريخ بإمارة بني بويه و كما فعل القائم عندما استدعي السلاجقة ليقوموا بنفس ما كان قد سيقهم إليه بنو بويه الديالمه. والصنف الآخر ساعدوا جيوش خارجية أرادت غزو بلدانهم ليحصلوا على مكانة ومناصب بعد أن ينجح الغازي بتثبيت غزوه لبلدانهم مثلما فعل أيبك الحلبي وابن تشق فدورهم يشابه إلى حد كبير دوركم حيث كانا يقودان كتيبة عسكرية في جيش الحاكم العباسي، فانضما بمن معهما إلى الجيوش الغازية بقيادة هولاكو ثم أخذوا يراسلوا رفقاءهم في جيش الحاكم العباسي يحثوهم إلى الانضمام لجيش هولاكو الغازي للعراق، وقد فعلوا ذلك كما تحدثنا كتب التاريخ نتيجة لاحتجان مخصصاتهم وشطب أسمائهم من ديوان العرض. ويذكرنا هذا بما ترتبت عليه نتائج حرب يناير والتي دفعتكم لمساعدة صنعاء لاحتلال بلادكم الجنوب ولم تكتفوا بذلك بل تساهمون في تثبيته بخطاباتكم العدوانية تجاه إخوانكم الثائرين الأبطال ونسب أقبح الألقاب فيهم. لن أطيل ولن أحاول إثنائكم عن ما تقومون به ولا أن أقنعكم بالوقوف إلى جانب إخوانكم الأبطال قيادة الحراك السلمي الجنوبي لأنني مقتنع تماماً بعدم جدوى ذلك بالإضافة إلى أخذي للعبر من التاريخ ف أبيك الحلبي وأبن تشق لم يلبوا نداءات إخوانهم آنذاك الذين حاولوا إثنائهم عن ما يقوموا به من فعل نكرة .