ليس العيب في سبتمبر أن أحيطه هذه المرّة بكلمات كاللكمات؛ لأن ثورة سبتمبر بمضامينها وأهداف مبادئها، بريئة مما آل إليه وطن سبتمبر براءة الذئب من دم ابن يعقوب. ستة أهداف حصيلة الكفاح ، صاغها ثوّار العرضي وقصري البشائر والسلاح.. وسجن الرادع وأزقة شوارع الإذاعة والتحرير ومطار السبعين وأبطال الحصار حتى أهدونا الانتصار بستة مبادئ سرعان ما تم طمسها وحبسها.. وبدلا من أن تتحول إلى واقع ملموس ظلت ضعيفة أمام غول الفساد وطموحات من يموتون في القرش الحرام.
نحتفل بخمسين عاما من عمر ثورتنا المجيدة و» الأهداف الستة « لازالت محفوظة في ثلاجة الأمنيات والأحلام الأثيرة ترجو إخراجها لواقع النور ..
لست متشائما لكن واقع الحال المعزز بلغة الأرقام التي قيل أنها لا تكذب ولا تتجمل تؤكد أن وطن سبتمبر مازال ينتحب من تخلفه ومرضه وظلمه وجهله .. وثالوثه الرهيب..!
نحتفل بيوبيلنا الذهبي وبلادنا لازالت ترزح تحت نير الفقر والجهل والمرض ..نحتفل بالعيد الذهبي في الوقت الذي مازالت التقارير الصادرة سواءً (الرسمية) منها، أو تلك الصادرة عن المنظمات الدولية والمحلية التي تؤكد أن نسبة الفقر في بلادي في ازدياد مخيف ..*ووفقا لتقرير grpcia الذي ذكر بأن اليمن تحتل المرتبة العربية الأخيرة في نسبة دخل الفرد ، حيث لا يتعدى دخل الفرد اليمني الدولار الواحد فقط..!!
*وحددت دراسة قامت بها ماكنزي الامريكية في العام 2009م الأولويات العشر للحكومة اليمنية في الفترة القادمة لمواجهة خمس مشاكل وهي : اقتصادية واجتماعية وبيئية وأمن وخدمات عامة.. !!
*كما كشفت إحدى الدراسات أن الفساد الإداري في اليمن بلغ 42% قابل للارتفاع .. وحدد حسب التالي : واسطة45% .. محسوبية51% .. ابتزاز45% .. عمولة 41% .. اختلاس40% .. استنفار موارد الدولة40% .. رشوة37% .. تزوير 29% ..
*40,7% من اليمنيين أميون .. وجاءت النسبة الأعلى في مصائب هذا البلد المنكوب ممثلة في غول البطالة بنسبة تصل إلى 70% ..!! كما أن نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة لا تزيد عن 10% .. مستخدمو الانترنت في اليمن يقدرون بحوالي 220.5 ألف مستخدم وهي نسبة ضئيلة جدا تشكل ما نسبته أقل من 1% فقط، بينما ارتفع عدد مستخدمي الانترنت في ظل ثورة الشعب السلمية إلى 5»ملايين» مستخدم وفق بيانات صادرة عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.. فضلا عن هذا وذاك فقد تم تصنيف اليمن في عدد من التقارير الدولية على أنها (دولة فاشلة) تسير نحو الانهيار تم تسليم هذه التقارير للحكومات السابقة !!
خمسون عاما وكل القضايا في بلادي تحل بفوّهات البنادق .. وتوسيع الخنادق .. فهل هذه هي أهداف سبتمبر التي رضعنا مبادئها صغارا وسط اللبن؟!؟!
إن الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي انطلقت مسيرتها المباركة في ال 11 من شهر فبراير من العام الماضي قد أعادت الاعتبار لثورة سبتمبر الأم .. وسترسم من جديد ملامح فجرها المنشود لليمن الجديد .. اليمن الكبير الموحد المزدهر الذي تتساوى فيه الفرص للجميع اجتماعيا ومعيشيا ..وسيظل الشباب حارسين أمناء على تحقيقها ومراقبة كل من يتنصل أو يحيد عن مبادئها العظيمة ولهم في (مابعد سبتمبر)عبرة وعظة بعدم إنتاج الأخطاء وتسريب الأهداف من بين الأصابع وحماية الأهداف من السرقة والنهب .