يأتي العيد الذهبي لثورة 26سبتمبر المجيدة لهذا العام بعد مرور 50عاما على اندلاعها ،ويحتفل اليمنيون هذا العام بالعيد في أرجاء البلد ولكن بطعم أخر ، حيث تأتي هذه الذكرى الغالية مع اندلاع ثورة الشباب السلمية العظيمة التي ستحقق أهداف الثورة الأم 26سبتمبر . كما تأتي ذكرى 26 سبتمبر هذا العام بعد تمكن الثورة الشعبية بالإطاحة بعلي عبدالله صالح من كرسي الحكم وابرز معاونيه من المؤسسات الأمنية والعسكرية والمالية المتهمين بقضايا فساد ونهب للمال العام. وللوقوف حول هذه المناسبة العظيمة "التقت الصحوةنت " كوكبة من السياسيين والمثقفين وخرجت بهذه الحصيلة : عبده حسن أبوراس الأمين المساعد للحزب الوحدوي الناصري بالمحافظة يؤكد أن الحديث عن أي مناسبة لا بد فيها من إستلهام معانيها .. وفي هذه الايام تطل علينا مناسبة عظيمه هي ذكرى الخمسون لثورة 26سبتمبر فما أجمله من حدث وما أروعها من ذكرى عظيمه بعد إتمامه خمسون عاما التي تعد حدثا تاريخيا في حياة اليمن هذه الثورة التي غيرت من مسار التخلص من عصر الإمامة للانتقال إلى عصر الجمهورية بأهدافها التسعة ونحن اليوم سنحتفل بذكرى اليوبيل الذهبي لمرور خمسون عاما على تلك الثورة المباركة
وأضاف "إن الثورات دائما ما تحدث تغييرا في حياة الشعوب وتنهض بالأمم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وتحدث نهضة شاملة وفي فتره قصيرة تحقق أهدافها"
واشار أبو راس ان ثورة سبتمبر وضعت أسس بناء الدولة وحددت أهدافها بوضوح وبرغم مرور نصف قرن لهذه الثورة إلا أنها لم تتحقق الأهداف التي قامت من أجلها وحدث ارتداد وانتكاس لثورة سبتمبر ، فالمرض والفقر والجهل برزت في الآونة الأخيرة بشكل كبير وكادت أن تطحن ثورة سبتمبر وأهدافها الستة ، مؤكدا أن الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه أنتفض بثورته التجديدية ثورة فبراير 2011م وأعادت الوهج والتجديد لثورة سبتمبر وأكتوبر وعظمتهما .
كما أوضح ابو راس أن الثورة الشبابية الشعبية السلمية جاءت كثورة تصحيحية لتنقلنا من هاوية التخلف إلى مرحلة التقدم مرحلة مواكبة العصر اقتصاديا وعلميا وسياسيا ،ثورة ترسيخ قيم الوحدة والتلاحم ثورة بناء الجيش الواحد ، ثورة نهضوية تنموية شاملة ثورة الاكتفاء الذاتي ثورة العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ثورة أسقطت نظام التوريث والتمديد والتعبيد والتمجيد .
ونوه إلى أن ثورة الشباب السلمية تعتبر مرحلة تاريخية مهمة في حياتنا المعاصرة نجدد فيها الوفاء لشهداء سبتمبر وأكتوبر ولأهدافها العظيمة ونرسخ ذلك بدماء جديدة ليس لشيء أو لمصالح ذاتية بقدر ماهي من أجل اليمن من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة الضامنة للحقوق والحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
ودعا ابو راس - بمناسبة ذكرى اليوبيل الذهبي لعيد ثورة سبتمبرال50 - كل أبناء الوطن للعمل معا بروح الفريق الواحد لبناء اليمن الجديد نستفيد من ماضينا بالإيجابيات وتجاوز السلبيات والنظر إلى المستقبل بروح التفاؤل والأمل المنشود ، وتجريد الولاء لله ثم للوطن وجعل مصلحة الوطن فوق الجميع ، مشيرا إلى أنه من الواجب تحرير الوطن من مخلفات الماضي تحقيقا لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر وصولا إلى بناء الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية الضامنة للحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية .
من جهته يشير عبد الجليل اليوسي – إعلامي – إلى أن ذكرى اليوبيل الذهبي للثورة تحل على الوطن هذا العام وبلادنا تعيش حالة من التغيير بثورة وليده تمخضت من رحم الثورة الأم سبتمبر وأكتوبر ألا وهي ثورة الشباب الشعبية السلمية ومن منطلق ذلك يتحتم على الجميع تكامل وتضافر الجهود للوصول ببلادنا وأمتنا إلى مصاف الدول من خلال تحقيق الأهداف التي رسمت كاملة .
ويؤكد اليوسي إلى أن هذه الذكرى تأتي ولم يتحقق للبلاد وللمواطن اليمني أبسط الخدمات مثل الكهرباء والماء والاتصالات والتعليم والصحة والطرق ....الخ ، مشيرا بأنه من العجيب أن قناعة الرأي العام والشارع اليمني عن هذه الخدمات أنها تعتبر بنية تحتية وتنمية وتطوير وتقدم وذلك منافيا للواقع وما تعيشه الأمم وما يفرضه وتتطلبه المعطيات الحضارية من حولنا كون هذه الخدمات تعد أساس من أساسيات الحياة كالطعام والشراب وهي شي مكمل ليس إلا.
ونوه إلى أن التنمية والتطوير والتقدم والرفاهية يأتي عن طريق التنمية المستدامة واستغلال الثروة وفق رؤى سلمية وبناء اقتصادي وطني وعدالة وتوزيع للثروة واستقلالية القضاء والعدالة الاجتماعية وتطبيق الدستور وسيادة القانون على الجميع وبناء العنصر البشري قبل الحجري كمنشئات ومبان .
وأضاف اليوسي "أنا كمواطن يمني أعول كثيرا على تحقيق التنمية والتقدم والنهضة في المستقبل بعد ثورة الشباب الشعبية السلمية وتحقيق أهدافها ، ما لم فإن لعنات الماضي وطلاسمه تحتم على كواهلنا كما جثمت على الثورة الأم وبدلا من التقدم خطوات إلى الأمام نتراجع إلى الخلف أمتار وسنكون آنذاك كمن يدور في حلقة مفرغة سقطت سهوا من سلسلة العالم المعاصر كنكرة مقصودة ذاتيا نشارك فيها ونمارسها نحن منذ خمسون عاما ".
إبراهيم واصل المسئول السياسي في الثورة الشبابية السلمية أشار إلى أن ثورة سبتمبر لم تتحقق أهدافها الستة فجاءت ثورة التغيير في فبراير 2011م لتنفذ تلك الأهداف وتنقل البلد من نظام ملكي وراثي استبدادي إلى نظام جمهوري ديمقراطي .
ونوه واصل إلى أن الثورة الشبابية السلمية جاءت لتنقذ البلد من نظام التوريث العائلي السلالي الذي صادر البلد لصالحه ضنا منه أن الحال سيظل على ما كان في السابق ، منوها إلى أن ثورة فبراير التي يتعمد البعض تجاهلها كونها ليست ثورة ولكن أزمة هي ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى كونها أطاحت بنظام العائلة الفردي ولا زالت متواجدة في الساحات والميادين حتى تتحقق كامل أهدافها التي هي اهداف لثورة سبتمبر .
ويؤكد محمد أبو سالم إعلامي على متانة العلاقة بين ثورة سبتمبر وثورة فبراير مؤكدا أن ثورة فبراير جاءت لترد الاعتبار لثورة سبتمبر وللوحدة ولكل المحطات التاريخية لشعبنا العظيم , مضيفا أن النهب والفساد الذي استمر يمارسه أعداء الوطن والثورة بعد ثورة سبتمبر جعل الشعب يتشاءم من التغيير وييأس منه خصوصا لما رأى عدم جدواه في إحداث تغيير فعلي على ارض الواقع , حتى وصل الحال بالبعض إلى أن يتمنى عودة النظام البائد , وقال أن ذلك ما يحاول تكراره الآن بقايا نظام المجرم عفاش ، مشيرا بانه بسقوط الإمام لم تسقط الإمامة لان كثير من ممارسات الإمامة بقت بعدها حتى جاءت ثورة التغيير لتسقط الإمامة وفكرها محذرا ممن يحاول إعادة عجلة التغيير إلى الخلف قائلا أن الوليد من المستحيل أعادته إلى بطن أمه مرة أخرى.
ويشير التربوي عبده مساوى أنه في مثل هذا الشهر من الزمن الماضي ارتفعت أصوات الثوار ضد الظالمين والطغاة وها هو اليوم يتردد صداها بين الثوار من جديد.
معبرا عن خالص التحايا للصامدين الذين صبروا في الساحات كما حيا الشهداء والجرحى والمعتقلين .
وأشار مساوى إلى أن الظلم والاستبداد صنيعة الشعوب الضعيفة والمستكينة والذليلة التي ترضى بالدون وتقبل لنفسها بالتصفيق للزعيم وأن هذه الشعوب هي التي تصنع الطغاة لأنه إذا رأيت حاكمًا ظالمًا مستبدًا فاعلم يقينًا أن ورائه شعبًا ذليلاً مستكينًا أما الشعوب الحرة لا تقبل بالذل ولا الدنية إنها الشعوب التي تصنع فجر الحرية وتنطلق إلى المستقبل الأفضل الذي يحفظ فيه الكرامة والعزة وتعود فيه الحقوق إلى أهلها.
مشيرا أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر اندلعت بعد أن علم عقلاء وحكماء اليمن أن النصح لم يعد يفيد مع حكم الأئمة الذين ينظرون إلى الشعب بأنه غنيمة.
وتابع مساوى: إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لم تكن وليدة عهدها وساعتها بل كانت امتدادا لثورتي 48 و 56 فاستكملت في السادس والعشرين من سبتمبر، هب ابناء اليمن جميعًا في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر دون النظر إلى انتماءاتهم الحزبية ولا المذهبية قام أبناء المحافظات الجنوبية كما قام أبناء المحافظات الشمالية لدفع هذا الظلم عنهم يد واحدة، لقد كانت أرض المحافظات الجنوبية منطلق لثوار المحافظات الشمالية منطلق لثوار السادس والعشرين من سبتمبر.