يشهد اليمن الشقيق في الآونة الأخيرة..أوضاعاً أمنية غير مريحة..سواء في مناطقه الجنوبية أو الشرقية..أو الشمالية أيضاً.. تلك الأوضاع المتصاعدة توجب علينا جميعاً أن نقف مع اليمن..وان ندعم جهوده للحفاظ على أمنه..وسلامته..واستقراره..
والدعم للبلد الشقيق لا يقتصر على الإعلان فقط عن مواقف إعلامية..أو سياسية..بشجب ما يجري على أراضيه..وإنما بالوقوف إلى جانبه وتقديم كل دعم ممكن له يعينه على تجاوز ظروفه الحالية..سواء بمساعدته على تصحيح الأخطاء والتجاوزات المؤدية إلى استغلال الآخرين لها واستخدامها لضرب اليمن في العمق..أو بمساعدته بكل الصور والأشكال التي يطلبها..وتكون معززة لأمانه واستقراره..ولسلامة مواطنيه وطمأنينتهم..واستقرار بلادهم..مهما بلغت كلفة هذا الدعم وحجمه ومداه..
فاليمن ليس بلداً صغيراً حتى لا نهتم بما يحدث فيه..
والنسيج اليمني..الاجتماعي..والثقافي..والسياسي..لا يمكن تجاهل تعقيداته..ومن ثم تبعاته إن هو لم ينق بسرعة من الشوائب..والممارسات الخاطئة..
والوضع الاقتصادي الضاغط على بلد محدود الموارد..والإمكانات..لا يمكن الاستهانة به..أو التقليل من خطورة تفاقمه..تفادياً للوصول إلى حالة الانفجار لا سمح الله..
والحالة الأمنية العامة..في ظل تكالب المشاكل..وتنوع الأزمات..وتعاظم المؤامرات المحيطة به من كل جانب..تصبح نتاجاً تلقائياً لكل عمليات الاستهداف الواضحة للبلد من خارجه..
اليمن بهذه الصورة يمر بظروف صعبة وغير عادية ومن حقه علينا كعرب..ومن حقه علينا كدول جوار..ومن حقه علينا كشعوب..أن نقف إلى جانبه..وأن نعينه على تجاوز جميع الأخطار المحدقة به.
أما كيف تكون هذه المؤازرة..
فإن اليمن وحده هو الأقدر على تحديد كيف تكون..!
هل تكون بعقد قمة عربية..يعلن فيها القادة العرب تضامنهم مع اليمن..ومسؤوليتهم الكاملة في دعم توجهاته نحو المحافظة على أمنه وسلامته ووحدة أراضيه واستقراره.؟
أو هل تكون باجتماع لوزراء الدفاع في إطار مجلس الدفاع العربي المشترك.. لمؤازرة اليمن..والذود عن حياضه..ودعم قدراته الذاتية لمواجهة ما يتعرض له من أخطار.؟
** أو هل تكون باجتماع وزراء الداخلية العرب..لحشد جميع الطاقات والإمكانات وراء أشقائهم في اليمن..ورفضهم القاطع لأي مساس بأمنه وسلامته وتهديد مستقبله.؟
أو هل اليمن بحاجة إلى قمة خليجية بعد أن أصبح شريكاً في أكثر مؤسسات مجلس التعاون الخليجي حتى ينظر القادة في طبيعة ونوع وحجم المساعدات التي يحتاجها أشقاؤهم في اليمن بمواجهة ما يجري.؟
إن الواقع الذي يعيشه اليمن الشقيق..لا يسر إلا أعداء اليمن..والناقمين عليه..أو الطامعين في تحويله إلى ولاية جديدة في إمبراطورية الرعب..ليس لتدميره – لا سمح الله - فحسب..وإنما للانطلاق منه بعد تدميره.. إلى تدمير جميع الجيران..والتمدد إلى كل المنطقة بعد ذلك..فهل يعي العرب ذلك حقاً.؟
وهل هناك إدراك لأبعاد الأخطار المترتبة على ما يحدث فيه الآن..؟
علينا أن نتحرك جميعاً..وبقوة..وبسرعة كافية..لمساعدة الأخوة هناك على معالجة أوضاعهم الداخلية المعقدة على شتى الأصعدة..وإلا فإننا نترك اليمن يغرق في مشاكله – لا قدر الله - ولا ندري ما الذي سيحدث بعد ذلك.؟
ضمير مستتر:
(بعض الخطر يبدأ صغيراً..فإذا لم يُتدارك يصبح كبيراً..وغير قابل للإصلاح أو التغيير).