تتذكرون حكاية صاحب اليد المتهشمة جراء حادث مروري، لقد كشف لي طبيب أن الطبيب الذي أوصى ببتر يده من الكتف في أحد المستشفيات الحكومية اليمنية هو أحد أيقونات الطب في اليمن وصاحب مستشفى يكسب الكثير. بعد كتابة مقالي “الطب سيئ الصيت” اعترض بعض الأطباء على وصفي لبعضهم بكتلة من الغباء.. رغم أنه يؤمن أن بعضهم يستحق “الشنق”.. وبعضهم تحدث عن تحاملي على الأطباء ونصحني بذكر حالات تؤكد كلامي، وهؤلاء كلهم لم ينتبهوا للهدف الحقيقي مما أكتب، والذي لم يكن تجنياً على أطباء بقدر ما هي دعوة لهم للغيرة على مجالهم الذي تسوء سمعته يوماً عن يوم، لأنهم مهملون ومهمشون خاصة أؤلئك الأطباء الذين لديهم مستوى تعليمي عالٍ ويلتزمون بالقسم الذي أدوه حين تخرجوا، وهي دعوة للمتميزين الذين تلقوا أفضل تعليم في الداخل والخارج في كليات تدعى القمة لأن يتحملوا مسؤولياتهم في الدفاع عن الطب وأنفسهم. مثلما هي دعوة للمحامين لكي يقودوا حراكاً لإصلاح القضاء، ودعوة للمعلمين ليقودوا حراكاً لإصلاح التعليم وغيرهم، فسوء سمعة أي مجال من هذه المجالات يعود على متخصصيه. سيكون من التحامل أيضاً أن يغضب البعض لنعتي أطباء بالجهل والغباء ، فيما لا تستفزه حادثة أن أحدهم فقد حياته بسبب طبيب مهمل أو عاش بعاهة طيلة عمره، أو أن يبيع كل ما يملك من أجل السفر إلى الخارج بسبب تشخيص خاطئ من طبيب لا يخاف الله ولا القانون لأنه لا يوجد قانون منظم. كتب لي أحدهم قصته حول علاجه عند طبيب في مدينة حلب السورية، فبعد أن رأى الطبيب السوري ما فعله الطبيب اليمني بالمريض بعث معه برسالة لوزير الصحة آنذاك يقول المريض: أنا ياسادة عانيتُ كثيرا من استهتار بعض الأطباء في اليمن والاستخفاف بحياة الناس وعدم التشخيص الصحيح .. انا أعاني من كيس دهني بالدماغ بدأت اعراضه في عام 2003 بصداع شديد من حين لآخر وعند ذهابي لأول طبيب لمعرفة سبب الصداع (احتفظ باسم الدكتور) وهو طبيب في مدينة تعز، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة والأشعة في مستشفاه الخاص قرر بأن ما أعانيه هو نقص بالمياه البيضاء بالعين وبدأت رحلة العلاج ثم بعد فترة توجهت لطبيب آخر (احتفظ باسمه) وبعد إجراء الأشعة اللازمة والتي لم تكن أصلاً في مكان الكيس أيضاً شخص المرض بالغلط .. وبدأت رحلة عذاب مع العلاجات الخاطئة.. أحد الأطباء المتميزين باليمن عرف بالحالة ولكن كانت أدويته مجرد مسكنات للألم .. في إحدى المرات ذهبت إلى مدينة حلب للعلاج، بالتحديد عند الدكتور سعيد غجر أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة حلب ولديِّ مذكرة رسمية منه لوزارة الصحة يتهم أحد الأطباء الذين عالجني "بالغباء الطبي والإضرار بمرضاه".. وذكر قصة أخرى عن “مريض سافر الى الجزائر منذ 3 اشهر فقط بعد أن قرر الأطباء في محافظة تعز بتر قدمه بسبب ورم فيها وعاد من هناك دون بتر. ولديّ رقمه لمن أراد التواصل معه”. ومن دعوته للتواصل، أختم هنا بإيميلي الخاص وهو وسيلة لأتبادل أنا والقراء والمتضررين من الطب حكاياتهم موثقة وجمعها حول الطب والأطباء في اليمن لعرضها على حلقات في الصحافة، وتوضيح ما إذا كان بإمكان المتضررين رفع قضايا ضد الأطباء في المحاكم، وهي بداية لنؤكد أن الطب هو المجال الوحيد الذي ليس محتاجاً ليتحامل ضده أحد! وكل تقديرنا لأطبائنا المتميزين حتى لو استمر صمتهم! [email protected]