تعاقبت المخالب الآثمة على نهش حياة المواطن اليمني من عهد الإمامة الكهنوتي حتى قيام الثورة الشبابية الشعبية مطلع العام الماضي لتوقف هذا الجور، إلا أنها لم تشبع بعد فقد شمرت لتحد أنيابها لتبدأ من جديد الانقضاض على ما تبقى لديه عندما صرخ الشعب ينادي باسترجاع لحمه المنهوش من قبل قطط آثمة. قطط تذبل آذانها وترخي أذيالها على أبوب حوانيت المال الخارجي وما ان تتلقى بقايا من الأموال القذرة حتى تطيل مخالبها وتبرد أنيابها لتنهش من جديد جسما قد نهشت لحمه واستمتعت بنزيف دمه. بطون مسكونة لا أظن أنها في يوم ما ستمتلئ ولو تم تحويل كل مجالات الصرف الصحي نحوها وهي التي تعيش حاليا خلافا حادا فيما بينها على مصالحها الخاصة واتفقت على استنزاف كل مقومات الحياة لدى المواطن اليمني وعلى رأسها مؤسسات الدولة المخولة بحمايته وتنظيم سير الحياة. لقد تداعت عليه كما تتداعى الأكلة على قصعتها وانتزعت كل جميل في حياته ولم تسمح له اليوم بان يستعيد دوله يحلم بها منذ زمن ، عيون تقذع من عيونها النار وبشده تقبض على كل ما تم اصطياده غير قابله بأي تنازل من أجل هذا الشعب المغلوب، شعب مكبل بحبال مصالحهم ولا سبيل للخروج بالمواطن اليمني من هذا الجحيم الا ان يقدموا بعض التنازلات او هكذا نسميها مع انه في الواقع لا مغلوب في هذا البلد الا المواطن البسيط الذي على ظهره انشئوا ثرواتهم. ما كان للوحدة ان تتم لولا أن بعض الأطراف قدمت تنازلات فقد قدم الجنوب دوله بعتادها ولذلك قامت الوحدة، وبما اننا في الطريق الى بناء الدولة وتحقيق أهداف الثورة الشبابية فان الأمر يستلزم أن نشمر سواعدنا لقطع تلك المخالب والأنياب التي لا زالت ترفض ان تقدم اي تنازلات من اجل هذا الشعب الذي من قوته ثخنت وكبرت. لا حل لبناء الدولة الا أن يقدموا تنازلات او تقطع أنيابهم ومخالبهم.